"ماذا لو خسر النصر؟!" كان عنوان مقال سابق في هذه الزاوية تساءلت فيه عن ردة الفعل الجماهيرية والإعلامية في حال تعرض (الأصفر) لخسارة في مشوار الدوري الطويل، تأجلت الهزيمة حتى الجولة ال 23 وحدثت من المنافس اللدود (الهلال) الذي أبى إلا أن يسجل حضوراً ويلحق بخصمه الهزيمة الأولى، ويؤجل تتويجه باللقب، ويبقي الآمال الضعيفة. فوز الهلال أفرح عشاقه بعد خسارتين من المنافس التقليدي؛ أفضت الثانية لعودة النصراويين للبطولات، بينما أغضبت الهزيمة محبي النصر الباحثين عن الحسم الباكر؛ لكن كل من يعشق استمرار المنافسة كان سعيداً بتقليص (الأزرق) للفارق بعد لقاء تنافسي مثير شهد سبعة أهداف. نجح سامي الجابر هذه المرة بعد تجربتين محبِطتين، وكل من دعم هذا المدرب الوطني في أزمته وسط الضغوطات الشديدة التي واجهها عقب خسارة الكأس واتساع الفارق النقطي إلى تسع يستحق الشكر والتقدير؛ فقد كان همهم مصلحة الهلال أولاً، ثم دعم الوطني الجابر في أحلك الظروف التي واجهته في تاريخه الرياضي. لا زال الدوري بعيداً عن الهلاليين؛ غير أن إلحاق الهزيمة الأولى بأفضل فريق سعودي هذا الموسم وفرض تأجيل التتويج، ورد اعتبار الهزيمتين السابقتين، وبقاء الآمال تحسب لسامي ولاعبيه وكل من دعمهم في هذا المرحلة. كرة القدم قابلة لتوقع كل شيء، الشباب خسر بالأربعة في الجولة ذاتها من متذيل الترتيب (النهضة)، لا يوجد فريق لا يهزم، لاعبو النصر خصوصاً (الوسط) كانوا تائهين داخل الميدان وأدى سوء التغطية لخلق مساحات، وفتح جبهات أرهقت الدفاع، كما أنهم خاضوا المواجهة بثقة مفرطة، ربما توقعوا سهولة تكرار الفوز للمرة الثالثة في موسم واحد، ومن شاهد مبالغة هوساوي ومحمد حسين في ترك منطقتهما والتواجد أمام حارس الهلال دون العودة السريعة مع الارتداد الهجومي المثالي للمنافس، وأخطاء غالب وعوض خميس القاتلة في التمرير أمكنه إدراك ذلك، افتقد النصر للهدوء والتركيز المعتاد للعودة وتعديل النتيجة، وكان طرد لاعب الهلال سلمان الفرج ذا تأثير سلبي على النصراويين ظنوا أنه كافٍ لقلب الطاولة وأدى لانفلات هجومي غير محسوب، وإن كان قد قدم شوطا أول وجزءا من الثاني يعد الأسوأ هذا الموسم؛ إلا أنه في نهاية المطاف حاول وعاد وسنحت لمهاجميه فرص مواتية وقلص فارق النتيجة إلى هدف واحد ولم يسعفه الوقت لإدراك التعادل. المواجهة بكل تفاصيلها درس مهم للنصراويين، والهزيمة تحتاجها الفرق التي لم تذق طعمها في الوقت المناسب، فلم تكن سبباً في خسارة لقب، بل هي ثلاث نقاط يمكن تعويضها ولا زالت الأمور تحت سيطرة النصر الذي يملك أفضل المدربين، وخيرة اللاعبين المحليين بقيادة النجم الكبير حسين عبدالغني لا يقلل من ذلك خسارة عابرة لم تؤثر على اعتلائه صدارة ترتيب الدوري ب 60 نقطة، وما يحتاجه الفريق اليوم استمرار الدعم الشرفي والجماهيري والإعلامي للحفاظ على مكتسبات النصر الرائعة هذا الموسم.