قبل إطلالته حمل لواء الإنقاذ، لوى الأعناق، أعطى للمشهد أجواءً تفاؤليةً تنبأت معها كل شرائح الوسط الرياضي بمستقبل أكثر إشراقاً لنادي الاتحاد من خلال ميزانية لابأس بها لوداع حالة التقشف التي مر بها النادي في الفترة الماضية وبجانبها (شيك مفتوح) وسط احتفاليات بطولية أعطت الامل بزاول الألم وبداية مرحلة مختلفة شعارها.. (لا معاناة مع المال بعد اليوم). كانت هذه هي الأجواء التي سبقت الإجماع الشرفي والإعلامي بأن يكون إبراهيم البلوي هو الرئيس "المنقذ" لنادي الاتحاد الذي عانى توقف مصادر دعمه التي اعتاد عليها على مدى عقدين كاملين على الرغم من ان منافسه الاخر لرحلة الانقاذ أحمد كعكي قدّم مهر هذه المهمة قبل ترشحه ولكنه لم يكن بذات حبكة الاغراء فتجاهله المصوتون! فكانت أولى بشائر رحلة الانقاذ من خلال الوعد الذي قطعه على نفسه قبل انتخابه بتقديمه لأربعة رواتب للعاملين ونصف مكافأة لهم على صبرهم وتحملهم على التأخير على مدى شهور، وكان موقفاً أثلج صدور كل العاملين، مرّ الأسبوع الأول دون حراك فظنّ العاملون انّه ربّما يفكر في صرف كامل متأخراتهم التي تجاوزتها إلى الضعف تقريبا طالما استعد بميزانية قيمتها 30 مليون وبجانبه (شيك مفتوح) فجاء عذر التأخير في أسبوعه الأول بعدم اعتماد توقيعه رسمياً على الرغم من وجود بدائل أخرى يمكن من خلالها الوفاء بالعهد ولكنهم انتظروا!! تم اعتماد التوقيع رسمياً فأصبحت مشكلته الثانية هي في عدم وجود هيكلة واضحة للعاملين ووجود بعض العاملين الوهميين فلقيت ترحيبا كبيراً من كل الاتحاديين بسبب الرغبة في التنظيم وعدم إفساح المجال لأي فوضى في أمور محاسبية خطيرة كهذه ستفتح المجال لما هو أسوأ وسط صمت وغطاء اعلامي محكم وتجييش جماهيري متقن ولكن الأمر تجاوز ذلك وكُشفت الاقنعة واتضح أنّ مثل هذه المبررات ما هي إلاّ محاولة للبحث عن خروج آمن من المأزق بالطريقة التي تضمن له استمرار الدعم، الغريب أن من يتحدث عن أسباب عدم الوفاء والالتزام لا يهمه استقرار النادي، فمن يتأمّل مسيرة الرئيس خلال شهره الثاني لا يمكن أن يحدوه التفاؤل بأمل قد يحمل معه شعار الإنقاذ الذي رفعه قبل أن يتقدّم من الاقتراب للجلوس على الكرسي الساخن، ولا أعلم هل كانت الوعود التي أطلقها بحملته الانتخابية كانت من باب استعطاف المصوتين لكسب أصواتهم بطريقة خادعة أم أن هناك أمرا أقوى من ذلك يمكن من خلاله التماس العذر في هذا الصمت ودوران العجلة إلى الخلف؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا أعلن أكثر من مرّة عن مؤتمر صحفي سيعقده ليوضح به اسباب عدم الوفاء وقام بتأجيله إلى أجل غير مسمى؟! السؤال الأهم أين أحمد فتيحي وأسعد عبدالكريم اللذان كانا على رأس قائمة الشرفيين الذين أعطوا للجماهير الاتحادية البشائر بحلول جذرية من خلال ملف إبراهيم الانتخابي وهما شاهدان على عدم وجود أي بوادر ولو بسيطة لحل الأزمات التي باتت تزداد تعقيدا؟ فهل يُعقل أن ترى كثيرا من فرق الألعاب المختلفة والفرق السنية تؤمن مصاريفها بجهود ذاتية دون أن يكون للرئيس أي تحرك في هذا الجانب على الرغم من انها تقع تحت بند المصروفات البسيطة وفي اولى خطواته كرئيس يحمل آمالاً اكبر!!