منذ تنصيب إبراهيم البلوي رئيساً منتخباً بأغلبية الأصوات لأكبر وأقدم وأعرق الأندية السعودية نادي الاتحاد لم نستطع الإحساس بشيء مما أظهره في برنامجه الانتخابي (المتقن) الذي فاق وتجاوز من خلاله برامج منافسيه الثلاثة الآخرين قبل أن ينسحب رابعهم الزميل عدنان جستنية من هذا السباق، وأعطى من خلاله كلّ الأمل بإخراج النادي من أزمته الطاحنة وإعادته لمساره الطبيعي الذي ألفته جماهيره الوفية والعاشقة والتي لم تستطع الإدارة السابقة الصمود أمامها ورفعت راية الاستسلام!! صحيح أنّ الوقت مازال مبكراً للحكم على عمله وحماسته المتّقدة من أجل تنفيذ(برنامجه الإنقاذي) الذي حلمه خلال جولته المكوكية إلى منازل معظم أعضاء الشرف البارزين وإلى التكتلات التي يحق لها التصويت من أجل كسب أصواتهم، ولكن القراءات الأولية لا تعطينا إيحاءً بوجود جانبِ من الوعود(المغرية) التي من شأنها أن تحفر اسمه في قلوب عشاق هذا الثمانيني لمستقبلٍ أكثر إشراقاً يعوّض من خلاله للكيان شيئاً مما عاشه خلال الفترة الماضية تحت وطأة العوز والحاجة، فرواتب العاملين التي قال إنّها ستكون أول اهتماماته مرّ عليها حتى وقت كتابتي لهذا المقال أكثر من عشرين يوماً دون حراك أو تبرير منطقي رغم إعلانه عن جاهزيته المالية سواءً بشيك الثلاثين مليوناً أو الميزانية المفتوحة التي وُعد بها من شقيقه العضو المؤثر منصور قبل الانتخابات! حول كل ما يحدث استغرب هدوء وطأة الغليان الجماهيري والإعلامي الذي أحاط بالنادي في الفترة السابقة رغم عدم وجود ما يمكن أن يعطي البشائر بمستقبل أفضل مما كان عليه مع الإدارة السابقة التي تعرضت لكل أنواع التهبيط والتقليل من أي عمل ايجابي وتوجيهه بعيد عن الواقع واستغلال صغائر الهفوات وتكبيرها وتصويرها في إطار كوارثي، فمثلاً منذ تنصيب (أبو العنود) رئيسا لهذه الإدارة خاض الفريق ثلاث مباريات خسر اثنتين أمام الأهلي ثم الفيصلي وتم توجيه كل اللوم على الإدارة السابقة بحكم حداثة عهده وهذا منطقي إلى حدِ ما، ولكن عندما فاز على الاتفاق بخماسية تمّ نظم المديح للرئيس "فقط" وحنكته في تهيئة الفريق وكأنّه امتلك عصاً سحريةً لم تكن معه في مباراتي الأهلي والفيصلي وهذا يكشف وبجلاء مدى قوة الآلة الإعلامية والجماهيرية التي يمتلكها سواءً عندما كان خارج المنظومة الإدارية أو بعدما أصبح متربعاً على رأس هرمها!! عدم تفاعله مع أيّ تساؤلات إعلامية وجماهيرية حول تأخره في البدء في تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه يأتي رده عليها بأنه سيوضحها من خلال مؤتمر صحفي قادم، وهذا من وجهة نظري أسلوب لمحاولة الهروب من المأزق الذي وُضع به لالتقاط مزيد من الأنفاس والتفكير في كيفية الخروج بأقل الأضرار دون خسارة بعدما اتضحت وتم التأكيد على قيامه بالاتصال بعدد من أعضاء الشرف لإخراجه من هذا المأزق بطريقة لا تؤثر على العلاقة القوية التي بناها مع الجماهير من خلال ارتباطه بما قدمه شقيقة منصور من انجازات لم ولن تنساها، أتمنى أن لا يكون عذره هو وجودة مع أعضاء لا يرغبهم لأنه هو من وافق على الدخول معهم بطوعه واختياره!