على ما قال فايز السريجي بقعا ما لحلياها قرار (1) تبيد بالعباد ولا تبيد ومع كل فج يجي له مغار(2) الى يا ليت لي غرسٍ ظليل ولي هجمة وقت الخضار(3) اصلح كل معطار ردوم كبيرة راس نابية الفقار(4) الى وحلوها لولا بلاها اركيبٍ يقضبون الها الغتار(5) يجون مع الطمان عن الرفاع فلا قربوا منه جوها جهار(6) عدوك هي حلاله يوم تقفي مع قوم بعيدين الديار(7) البل تبغى لاصاح الصياح خيل سبق لها كرار(8) على أهلها مصانيم الدروع ولبس من تفانين التجار(9) مع ربعٍ يفكون الوسيق الى من أشهب البارود ثار(10) الى ما جنب القالة جبان وألجا سابقه في كهف غار(11) رديٍ من رديين العزوم شجاعٍ عند زينات العمار(12) الى منه جلس عند العذارى جزمت انه ابا زيد او عرار(13) حسين الزول نصابٍ غرور وهو برجٍ وسيسانه هيار(14) ولا منه حضر عند الرجال كما الكروان وان شاف الحرار(15) ردي البنك لايغريك زوله شبيه اللآل ما يورد جمار(16) الا يا مسوي الفنجال صبه وعده عن رديين المثار(17) وصبه للرجال الطيبين الى ما خالط الداخن اغبار(18) وصلو للنبي يا الحاضرين عدد من حج بيت الله وزار(19) نعم به الصحابه اجمعين عدد ما عقب الليل النهار(20) دراسة النص: كنت في مقال سابق وعلى ثلاثة أجزاء أولها في (العدد رقم16239) قد قمت بدراسة وتحقيق نص مدون في مخطوط هوبير ينسب للشاعر فايز السريجي وهو في حقيقته عبارة عن نصين مختلفين خلط بينهما الناسخ ونقلها من أتي بعده دون تدقيق ويتم تداوله ونقله على أنه نص واحد ودون أن ينتبه لذلك باحث أو مدون وقد فصلنا بينهما بناء على اختلاف البحر الشعري والسياق المعنوي، فالنص الأول للشاعر فايز السريجي وتحدث فيه عن أمنياته في امتلاك مزرعة واقتناء إبل ولكنه يخشى أن يستلبها منه الغزاة ووجدنا أن الأبيات المرتبطة بهذا الموضوع نظمها الشاعر على بحر الهزج أو ما يسمى لحن الشيباني القصير: فلا يا ليت لي غينٍ ضليل ومعها هجمةٍ حد الخضار أما النص الثاني فلشاعر آخر تحدث ومدح فيه أجود بن زامل وتمنى عليه صقرا حرا وذكر حفيده ناصر بن محمد بن أجود وجاء على بحر المتقارب: طبابيخ مجده بهم شارتين نهاره كليلٍ وليله نهار واليوم نجد أن الربيعي (رحمه الله) قد دون نص «فايز السريجي القحطاني» لوحده بل وبأبيات أكثر مما جاء عند هوبير ولم يذكر أي بيت من أبيات النص الثاني مما يؤكد نتائج الدراسة والتحقيق التي قمت بها سابقاً ومصداقية الأدوات التي اعتمدتها في الفصل بين النصين وهما الوزن والسياق المعنوي إلا أن الملاحظ على النص عند الربيعي الاختلاف الواضح في بعض الأبيات عن ما جاء عند هوبير وسيتبين معنا ذلك في المقارنة بين المخطوطين كما يلي: أولاً:أن مخطوط هوبير متقدم على مخطوط الربيعي بما لا يقل عن سبعين عاما. ثانياً:ورد النص عند هوبير في أحد عشر بيتا خلطت مع نص آخر مختلف عنه بينما جاء عن الربيعي نص لوحده في عشرين بيت متسقة السياق المعنوي وعلى نفس البحر الشعري. ثالثاً:مقارنة أبيات النص عند الربيعي مع ما جاء عند هوبير بعد تحقيقها في المقال السابق وهي كما يلي: 1-عند هوبير(يقول فايز وفايز السريجي = وبقعا ما لحلواها مقار). 2-عند هوبير( تبيد بالعباد ولا تبيد=ويجي مع كل فج إلها مغار)نلاحظ عند الربيعي تغير ترتيب مفردات الشطر الثاني فأختل الوزن. 3-عند هوبير( فلا ياليت لي غينٍ ضليل=ومعها هجمةٍ حد الخضار)نجد المفردات (غين،معها،حد) استبدلت عند الربيعي بمفردات(غرس،ولي،وقت). 4-عند هوبير(ابيد كل مبذولٍ نسوس=كبير الرأس نابية الفقار)نجد الشطر الأول تغير عند الربيعي الى(اصلح كل معطارٍ ردوم). 5-عند هوبير(البل وا حلوها لولا بلاها=اركيبٍ يقضبون إله الغتار)عند الربيعي لم ترد مفردة(البل). 6-عند هوبير(يجونها مع الغتار عن البيان=ولا قربوا لها جوها اجهار)نجد المفردات(الغتار،البيان،منه) استبدلت عند الربيعي بمفردات(الطمان،الرفاع،لها). 7-عند هوبير(عدوي يوم تقفي هي حلاله=مع قومٍ بعيدين الديار)عند الربيعي تغير ترتيب مفردات الشطر الأول. 8-عند هوبير(تبي البل لا صاح الصياح=خيلٍ سبق ولها كرار)عند الربيعي تغير ترتيب المفردات في الشطر الأول واستبدل مفردة(تبي)بمفردة(تبغي). 9-لم يختلف. 10-عند هوبير(مع صبيانٍ يفكون الوسيق=إلى من ازرق البارود ثار) نجد المفردات (صبيان،أزرق) استبدلت عند الربيعي بمفردات(ربع،أشهب)،ولم يورد الربيعي بيتاً قبل هذا البيت ورد عند هوبير وهو(مع كل ابلجٍ سمح الكعوب=وعكفٍ كنه أذيال العشار). 11-من هذا البيت وحتى نهاية النص لم يرد عند هوبير وعند التدقيق في السياق المعنوي للأبيات نجد أنها تتسق مع سياق الأبيات السابقة حيث يستكمل الشاعر حديثه عن تمنيه اقتناء قطيع من الإبل ولكنه يخاف عليها من الغزاة وأن الإبل تحتاج فرساناً تحميها عندما يهاجمه الغزاة وليس من يلجأ إلى التكوينات الصخرية مختفياً بفرسه عنهم،فهذا جبان من الرجال الذين لا همة فيهم وإنما يتظاهر بالشجاعة في مجالس النساء الجميلات بأحاديثه الكاذبة حتى يتخيل من لا يعرفه بأنه أبو زيد الهلالي أو عرار الضيغمي،فهو جسيم وملابسه جميله وفيه غرور ولكنه أشبه بالبرج الذي بني على أساس ضعيف فيكون انهياره سريعاً،فإذا حضر في مجالس الرجال أصبح كطائر الكروان عندما يشاهد الصقور الحرة ويشبهه بالسراب الخادع ثم أن الشاعر يخاطب من يعد القهوة بأن يسكب فنجاناً ويتجاوز هؤلاء الجبناء ويقدمه إلى الشجعان الذين يبرزون في مواجهة الغزاة ويختم قصيدته طالباً من الحضور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. الربيعي