قصيدة ابن شذر في مخطوط هوبير والدخيل(2-2) تدخل الرواة والتشابه مع قصيدة الشريف جبارة صدود الفتى عن من قلاه خيار ولا عن مقادير الإله فرار (1) الأعمار يفنيها ولو طال حتنها جديدين ليل عايل ونهار (2) الأقدار ما منها حليمٍ بجازع لها دواهٍ بالعباد اكبار (3) فقلت لحماد منى هاشل الخلا لا قل وبل المرزمات وغار (4) راعي هداتٍ بالتلاقي فتوقه اوساع نهار الكاينات جهار (5) تريح بها الوندات من شد باسه وتنتل منه المعتدين اذعار (6) كعم المعادي هيبة الدار ما شكا جنابه في شبابه جار (7) اوصيك يا حماد لا عادك الردى حذار عن أوباش الرجال حذار (8) أوصيك بالتقوى وبالدين والهدى لعل الهدى يوردك دار قرار (9) وصية عودٍ زل حلو شبابه وقالب حيلات الرجال وصار (10) خبيرٍ بها من كثر ما يعتني بها مضى الدهر ما تلقى عليه بوار (11) أوصيك بالجار الذي كان بايت لا بد ما يمسي لغيرك جار (12) جازه بالمعروف حتى لعله يراعي الى ما شد عنك ونار (13) يذكر حسانيك الذي كنت فاعل لا بان له من عقب دارك دار (14) ولاتبدي الوحنا لأدنى رفيقك ولا منه يا ذرب البنان تغار (15) وابا الحاس لا يعجبك براق ريشه تراه مكسور الجناح شبار (16) له منقر ٍ غمقٍ لداني صديقه عقورٍ ولا منه العدو بيذار (17) واوصيك خلان الرخا لو تزينوا كما شجر ورق بغير اثمار (18) يعمرون لك بالحكي كم من مدينه بالظاهري والباطني دمار (19) يوردونك الماء بمحوص وقتب والى جن حول الماء جذن اقصار (20) يورونك حيلاتٍ إلى ما نظرتها حلم ليل إلى ما فر عنك وطار (21) الشاعر: جاء في مخطوط هوبير (قال ابن شذر) وجاء عند الدخيل (قال ابن رشش) ومخطوط هوبير متقدم على مخطوط الدخيل، وليس هناك معلومة أخرى عن الشاعر أو زمنه ولكن يرجح لدي من لغة النص وأسلوب الشاعر أنه من شعراء القرن الثاني عشر الهجري وماقبله. المقارنة بين المصدرين: ورد في مخطوط هوبير وعدد أبيات النص واحد وعشرون بيتاً وورد عند سليمان الدخيل في مخطوط (كتاب البحث عن أعراب نجد وعما يتعلق بهم) وعدد أبيات النص أربعة وعشرون بيتا، وسنقارن بين أبيات النص في المصدرين،فمخطوط هوبير من أول المخطوطات المعروفة في الشعر العامي ومتقدم على الدخيل بما يتجاوز نصف قرن ولكن الدخيل يتميز بأن لديه نصوصاً تفرد بها بين المخطوطات والمصادر الأخرى ولم يسبقه على نشرها أحد مما يدل على أنه نقلها عن مصادر لم يصل لها الآخرين لذلك لا نرجح أن يكون الدخيل قد نقل عن هوبير وتدخل في تغيير مفردات النص أو زيادة بعض الأبيات وقد ورد النص عنده كما يلي: صدود الفتى عن من قلوه خيار ولا من موازين الاله فرار والاقدار ما منها حليم بجازع لهن رمايا بالعباد كبار ولعمار يفنيها ولو طال هجرها جديدين منها عايد ونهار شكيت لحماد منى هاشل الخلا الى قل در المرزمات وغار وراعي يمينٍ بالمعادين فتقها وسيعٍ نهار الكائنات جهار يريح به الوندات في حومة الوغا ويقضب منه المعتدين ذعار صليب الملا وبالحروب ابن فارس الى شب من ضو الحريبه نار تسمع يا حماد مني وصية تجيك مع الراوي تعد جهار وصية عودٍ زل حلو شبابه وجرب حيلان الرجال فصار ذليلٍ بها من كثر ما يعتني بها مدا العمر ما يلقى عليه بوار اوصيك بالتقوى وبالدين والهدى لعل الهدى يوردك دار قرار وصبرٍ على زلات الأصحاب طوله تطول بها ماهي عليك عيار ولا تبد عور الجار لو داس زله فلابد ما يمسي لغيرك جار ويذكر حسانيك الذي انت فاعل الى بان به عند قربا دارك دار (فراغ) ده بالمعروف حتى لعله يريع الى ما بان عنك ونار ولا تسع في تثوير حرب ولاتكن وهين الى شبت ضواه وثار ولا تصغ للواشي بسمع فكم غدة عصا لام من يصغي اليه كسار ولا تأمن أسرار المعادي ترى لهم قلوبٍ بمكنون الضمير عشار الى ضعفوا اخفوا كيدهم في نحورهم وان قدروا باعوك بيع جمار وصاف لمن صافاك صافٍ ضميره يبيع العدى فيما عناك مرار وخلان الافيا والرخا لو تزينوا كما شجر ورق بغير ثمار ولو مدوا امالٍ طوالٍ فانها الى جيت تبغيها غدين قصار ودم وايق في عز وعليا على لعدا وضدك في هون وحال صغار وصلوا على خير البرايا محمد نبي الهدى للعالمين مزار كما نجد أن النص يتقاطع في بعض الأبيات مع قصيدة الشريف جبارة عند الدخيل في الأبيات التالية: الافيا وخلان الرخا لو تزينوا كما شجرن ورق بغير اثمار يبنون لك بالحكي كم مدينه بالظاهري والباطني دمار يقولون ترد الماي بمحوص قنب والى جيت ابرد الما يجن اقصار ويتقاطع بنفس الأبيات السابقة مع قصيدة الشريف جبارة في مخطوط العساف ويزيد عليها هذا البيت: الديك لايعجبك براق ريشه ابا الحاس ما ناض الجناح ودار ولاشك إن هذا الخلط والتغيير والزيادة في بعض الأبيات يدل على تدخل الرواة ونتيجة التشابه بين قصيدة الشريف جبارة وقصيدة ابن شذر وللفصل بينهما لابد من مراجعة السياق المعنوي لكل نص على حدة ومدى اتساق ذلك في كل رواية وهذا له موضوع آخر لعلنا نتناوله في قادم الأيام. قصيدة الشريف جبارة في مخطوط العساف