رفض الفلسطينيون الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما الاربعاء والخميس في باريس، معتبرين أنه "لا يمكن قبولها أساساً لاتفاق إطار" مع اسرائيل لأنها "لا تؤدي الى تحقيق السلام". ويسعى كيري منذ أشهر الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين ب"اتفاق اطار" يمهد للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع ولكن من دون جدوى. وقد أجرى الاربعاء والخميس مباحثات مع عباس في باريس استمرت حوالي ساعتين ووصفها الفريقان التفاوضيان "بالبناءة". وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة في باريس ان الدبلوماسية الاميركية فشلت "حتى اللحظة" في انجاز اتفاق - إطار يرمي الى انهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال عباس اثر لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الرئاسة الفرنسية "حتى اللحظة لم يتمكن الاميركيون من وضع اطار لهذه الافكار رغم ان الجهود المبذولة جدية جدا". واوضح عباس انه ابلغ مضيفه الفرنسي بالجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما والوزير كيري "لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وفي وقت سابق، قال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته ان كيري "طرح على الرئيس عباس عدداً من الافكار والمقترحات التي ما زالت في مرحلة النقاش مع الادارة الاميركية خلال الاجتماعين اللذين عقدا الأسبوع الماضي في باريس". واكد ان "هذه الافكار والمقترحات لا يمكن أن يقبل بها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية أساساً لاتفاق إطار (...) لأنها لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني (...) ولا تؤدي الى حل للقضية الفلسطينية ولا الى تحقيق السلام والاستقرار والامن في منطقتنا". واضاف أن عباس "أعاد تأكيد الموقف الفلسطيني ورؤيته للحل التي تستند لقرارات الشرعية الدولية وقرارات المؤسسات القيادية الفلسطينية وقرارات الجامعة العربية". وطرح كيري حسب المسؤول الفلسطيني سلسلة أفكار تتعلق بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية، والقدس والحدود والمستعمرات والامن واللاجئين. وقال المسؤول الفلسطيني ان عباس ابلغ كيري بان "مبدأ الاعتراف بيهودية اسرائيل مرفوض جملة وتفصيلا". واضاف ان "الموقف الفلسطيني الذي ابلغ به كيري هو ان الافكار المطروحة خاصة بموضوع المطالبة بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل او وطن قومي لليهود وهي نفس الجوهر (...) لا يمكن القبول به". وحول القدس، قال المسؤول الفلسطيني أن كيري تقدم "بطرح غامض لا يذكر القدسالشرقية التي احتلت العام 1967 ولا نعرف ماذا يقصد بقوله في القدس وأين القدس التي يقصدها". وتابع ان الطرح الذي تقدم به كيري بشأن القدس "يبقي للطرف الاسرائيلي صيغة عامة غامضة هدفها الاساسي عدم اقامة دولة فلسطينية مستقلة لانه لا يمكن قبول اي حل دون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين". أما بشأن قضية الحدود والاستيطان، فقال المسؤول نفسه ان "كيري يطرح تبادلاً غير محدود للاراضي والحدود يتضمن الاخذ بالاعتبار التغيرات الديموغرافية التي حصلت باقامة المستعمرات اليهودية خلال سنوات الاحتلال". ورأى أن هذا الطرح يعني "اعطاء شرعية لكل عمليات الاستيطان التي تمت وهو ما نرفضه وهو أيضاً مناقض لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر كل الاستيطان في فلسطين غير شرعي". مستعمرون يهود يلتقطون صوراً لراعٍ فلسطيني مسن بعد أن أوقعوه أرضاً. (أ.ف.ب)