كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» استمرار الخلاف في مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن ثلاث قضايا أساسية هي «يهودية إسرائيل، والقدس والأمن». وأوضح المسؤول أن «التقدم» الذي حصل في المبادرة الأميركية يقتصر على نقطتين: الأولى هي اعتراف الوزير كيري بأن الهدف من خطته هو التوصل إلى اتفاق سلام لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 مع تبادل أراضٍ. والثانية هي موافقة الجانب الفلسطيني من حيث المبدأ على اتفاق إطار لفترة زمنية محدودة لا تزيد عن العام. وأضاف: «أن كيري أبلغ الجانب الفلسطيني بأن مشروع «اتفاق إطار» سيتضمن بنداً في شأن يهودية إسرائيل، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغه بأنه لا يمكن أن يقبل بذلك، وطلب منه أن يوجه مثل هذا الطلب إلى الأممالمتحدة وليس إلى الفلسطينيين. وتابع: «أن كيري يحاول الحصول على موافقة لجنة المتابعة العربية على اقتراحه هذا قبل عودته إلى البلاد الأسبوع المقبل». وفي شأن القدس، قال المسؤول الفلسطيني إن الخلاف يدور حول اعتراف مشروع كيري بتطلعات الفلسطينيين إلى إقامة عاصمة لهم في القدس، فيما يطالب الفلسطينيون باعتراف صريح بأن القدس القديمة يجب أن تكون دولية، فيما يجري نقل الأحياء الفلسطينية إلى الفلسطينيين والأحياء اليهودية إلى دولة إسرائيل. وفي شأن الأمن، قال المسؤول الفلسطيني إن الخلاف ما زال يدور حول الوجود الأمني الإسرائيلي في منطقة الأغوار وعلى الحدود مع الأردن، إذ نص البند المتعلق بالأمن على بقاء القوات الإسرائيلية في الأغوار على الحدود مع الأردن لخمس سنوات يصار خلالها إلى تدريب قوات الأمن الفلسطينية لتولي مهمة الأمن في هذه المنطقة على أن يجرى تقويم ذلك في نهاية الفترة المتفق عليها. وتضمن مشروع كيري بنداً يطلب من الفلسطينيين قبول بقاء المستوطنات اليهودية في الأغوار خلال هذه الفترة تحت بند تأجير. وأصدر مسؤولون فلسطينيون في الأيام الأخيرة تصريحات متشددة إزاء خطة كيري. وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال احتفال أقيم في متحف الشاعر محمود درويش في رام الله: «إنه لا يرى أية فرصة لحدوث تقدم». وأردف: «يشغلنا اليوم سؤال سياسي كبير وهو: إلى أين نسير؟ هل نسير باتجاه انفراج حقيقي يؤدي إلى نهاية هذا الكابوس؟». وزاد: «للأسف، لا أحمل أية أنباء سارة في هذا الاتجاه. فما يعرض علينا الآن يدور في الدوامة القديمة ذاتها، وهي دوامة الاحتلال والاحتيال». وقال: «إن الأميركيين يعترفون بحقوقنا، لكنهم يحطمون الجسور التي توصلنا إلى تلك الحقوق»، مشيراً إلى اعتراف الإدارة الأميركية بحدود عام 67، لكنها تضع شروطاً تحول دون الوصول إلى تلك النقطة. وأكد أن الجانب الفلسطيني لن يقبل حلاً ينتقص من السيادة الفلسطينية على القدسالشرقية والأغوار. واختتم بالقول: «نحن نخوض معركة سياسية قاسية جداً». لكن الكثير من المراقبين يتوقعون أن تسفر جهود كيري عن التوصل إلى «اتفاق إطار» يتسم بالعمومية ويدخل الفلسطينيين والإسرائيليين في عملية سياسية جديدة تستغرق الكثير من الوقت من دون أن تؤدي إلى حل فعلي لقضايا الصراع. وكان كيري غادر الاثنين الشرق الأوسط في ختام أربعة أيام من المحادثات المكثفة ولكن من دون أن ينجح في إقناع إسرائيل والفلسطينيين بخطته لتحقيق السلام. وأبلغ كيري أمس الرئيس عباس، في اتصال هاتفي، بأنه سيعود إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الأسبوع المقبل لعقد المزيد من اللقاءات مع القيادتين بهدف التوصل إلى «اتفاق إطار» يفتح الطريق أمام عملية تفاوضية جديدة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن كيري وضع الرئيس الفلسطيني في صورة الردود التي تلقاها على مبادرته من عدد من زعماء المنطقة. وقبل مغادرته المنطقة التقى كيري مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة) توني بلير والزعيم الجديد للمعارضة الإسرائيلية اسحق هيتزوغ. وخلال جولته العاشرة هذه قام كيري الأحد بزيارتين خاطفتين إلى كل من الأردن والسعودية حيث حصل من العاهل السعودي الملك عبدالله على دعم لجهوده الرامية إلى التوصل لحل «عادل ومتوازن» للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.