منذ إصدار الحكومة اليابانية بياناً ترحيبياًَ رسمياً بزيارة سمو ولي العهد الامير سلمان لليابان في 18 من الشهر الحالي وهناك افراح بين الجالية السعودية المقيمة وايضا الطلاب المبتعثون والجميع متفائل بهذه الزيارة التاريخية لما للأمير سلمان -حفظه الله- من مكانة خاصة في قلوب السعوديين ولما لديه من مكانة دولية يعرفها ويقدرها اليابانيون جيداً المعروف عن الامير سلمان انه عملي دقيق وذو نظرة استراتيجية لذلك زياراته الخارجية تكون مثمرة ويرى اثرها بشكل جلي وتنعكس بقوة على علاقاتنا الخارجية بالدول التي يزورها لذلك نرى هذا التفاؤل مخيماً في عقليات كل المسؤولين اليابانيين الذين نقابلهم. -العلاقات السعودية اليابانية بدأت من أول اتصال رسمي بين السعودية واليابان عام 1938 عن طريق السفير السعودي في بريطانيا آنذاك ثم بعدها بسنة قابل موفد ياباني الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله اما العلاقات الدبلوماسية الرسمية فبدأت من عام 1955ومن ثم توالت الزيارات للمسؤولين السعوديين كزيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان-رحمه الله- في عام 1960 وتوجت الزيارات بزيارة الملك فيصل عام 1971 كما ان الامبراطور الياباني الحالي اكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميتشيكو قاما بزيارة للمملكة وكذلك ولي العهد الحالي الامير ناروهيتو. والعلاقة بين الاسرة المالكة السعودية والاسرة الامبراطورية اليابانية قوية ومتجذرة كما هي العلاقة بين الشعب السعودي والياباني ولا أبالغ إن قلت إن اليابانيين يكنون احتراماً خاصاً لنا نحن السعوديين من واقع خبرة ومعاشرة لسنوات في اليابان. كما ان العلاقات التجارية بين البلدين قوية جداً حيث تعتبر اليابان الشريك الثاني للسعودية من حيث الصادرات السعودية اليها (13.7% من الصادرات السعودية بترول وبتروكيماويات وغيرها تذهب لليابان) والمملكة تستورد 8.7% من وارداتها من اليابان وحجم التجارة البينية يزيد عن 220 مليار ريال. تشهد العلاقات السياسية والتجارية زخما ملحوظا في عدة مجالات. ولا شك ان الزيارة القادمة لسمو ولي العهد لليابان ستعطي زخماً أكبر للعلاقات وتنقلها الى بعد آخر خصوصا في وجود سياسة جديدة منفتحة لرئيس الوزراء الحالي السيد ابي وهي ما يطلق عليها سياسة (الايبنوكس)والجيد في اليابانيين كرمهم في نقل التقنية وتعليمها وليسوا احتكاريين بطبعهم وهناك مجالات كثيرة جدا ممكن تفعيلها لمصلحة البلدين الصديقين مثل البنية التحتية والنقل مثل القطارات السريعة والمترو وايضا ابحاث الطاقة الشمسية والتحلية وايضا تصنيع العربات والسيارات، خصوصا في وجود مصانع عملاقة للالمنيوم في المملكة بالاضافة الى مصانع الادوية والاجهزة الطبية وغيرها كثير.. السنة الماضية كتبت مقالاً تمنيت فيه نقل العلاقات السعودية اليابانية الى أبعاد أخرى ومرحلة جديدة وكأن هذه الزيارة اتت لتشفي أمنيتي خصوصاً أنه على رأسها قامة عالية كسيدي الأمير سلمان. لا أبالغ إن قلت إنه من أسعد الأخبار لدي هذه السنة هذه الزيارة الكريمة والتي أتمنى أن تكون سنة خير للجميع، ولست أذيع سراً إن قلت إن الكتابة عن الأمير سلمان تختلف عن كل الناس فسلمان صاحب الأيادي البيضاء كما هي عادته مع كل المواطنين ونحن، فعلاقتنا به تحمل طابع حب أزلياً اليابان تنطق باللغة اليابانية (نيهون-نيبون)ومعانها ارض الشمس ولكن بوصول الألامير سلمان ستشرق علينا شمسان.