واصلت قوات النظام السوري أمس ضغطها على منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية، فيما درات اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا الواقعة شمال العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "القوات النظامية قصفت منطقة المشكونة في مدينة يبرود" مشيرا الى "حركة نزوح كبيرة للأهالي من بلدات السحل وفليطة ويبرود الى منطقة عرسال" اللبنانية. وفر اكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية في سورية من الغارات الجوية والمعارك الى بلدة عرسال اللبنانية، على ما اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة الجمعة. كما "تعرضت مناطق في بلدة رأس المعرة بالقلمون لقصف من قبل القوات النظامية"، بحسب المرصد. وياتي ذلك غداة شن سلاح الجو السوري اكثر من خمس غارات الجمعة على منطقة يبرود التي وصفها الناشط الميداني عامر بانها "المعقل الرئيسي (للمعارضة) في القلمون". وتعتبر يبرود آخر مدينة كبرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في منطقة القلمون الجبلية. وتقع على الطريق الاستراتيجي الذي يصل دمشق بمدينة حمص في وسط البلاد. ويعتبر الناشطون يبرود التي بقيت بمنأى عن المعارك لفترة طويلة، انها كانت مركزا للمعارضة السلمية للنظام السوري. واطلق الجيش السوري في العام الفائت حملة واسعة فسيطر على 16 مدينة وقرية على طول الطريق السريعة التي تربط دمشق وحمص وسط البلاد. ودخلت "جبهة النصرة" الى يبرود في مطلع كانون الاول/ديسمبر فيما سيطر الجيش السوري وحليفه اللبناني حزب الله على عدد من البلدات المهمة في القلمون. وكانت القوات النظامية سيطرت في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر على بلدات قارة والنبك ودير عطية وغيرها من القرى الصغيرة في القلمون وطردت مقاتلي المعارضة منها. وبالقرب من هذه المنطقة، "دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من طرف آخر في محيط مدينة عدرا العمالية". واشار المرصد الى وقوع "خسائر بشرية في صفوف الطرفين".