نفذ الطيران الحربي السوري عشرين غارة على مدينة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو ما اعتبره ناشطون بداية هجوم للسيطرة على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وقال المرصد السوري في بريد الكتروني ان الطيران الحربي السوري نفذ اليوم عشرين غارة على يبرود ومحيطها، وترافقت الغارات مع قصف مدفعي على المدينة و"اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة" ومقاتلين معارضين من جهة اخرى في منطقة ريما قرب يبرود. واشار المرصد الى ان بين الكتائب المقاتلة المعارضة مجموعة "الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش" و"جبهة النصرة". وقال المرصد ان المعارك تسببت بمقتل ستة مقاتلين معارضين، و11 عنصراً من قوات النظام. وأضاف ان القوات النظامية سيطرت على بلدة الجراجير قرب الحدود السورية- اللبنانية والقريبة من يبرود. وقال ناشط ميداني يعرّ ف عن نفسه باسم عامر: "بدأ هجوم الجيش للسيطرة على يبرود"، مشيراً الى ان الغارات تترافق مع "هجوم بري". إلا ان مصدراً امنياً سورياً قال ان العمليات العسكرية في يبرود تدخل في اطار "العمل الروتيني الذي يستهدف العصابات الارهابية المسلحة". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان وحدات من الجيش "احكمت سيطرتها الكاملة على بلدة الجراجير والمزارع المحيطة بها المتاخمة لبلدة عرسال اللبنانية بعد القضاء على اخر تجمعات الارهابيين فيها". واكد المرصد هذا الخبر. وتعتبر يبرود آخر مدينة كبرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في منطقة القلمون الجبلية. وتقع على الطريق الاستراتيجي الذي يصل دمشق بمدينة حمص في وسط البلاد. وكانت القوات النظامية سيطرت في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر) على بلدات قارة والنبك ودير عطية وغيرها من القرى الصغيرة في القلمون وطردت مقاتلي المعارضة منها. وقالت المسؤولة الاعلامية في المفوضية العليا للاجئين في لبنان دانا سليمان عبر موقع "تويتر" ان اعمال العنف دفعت عائلات سورية الى النزوح من يبرود وفليطا وجراجير الى بلدة عرسال اللبنانية. ومنذ بداية كانون الاول، تحتجز مجموعة مسلحة اثنتي عشرة راهبة سورية ولبنانية تم خطفهن من بلدة معلولا المسيحية في القلمون واقتيادهن الى يبرود. وانسحبت قوات النظام من معلولا ذات الغالبية المسيحية بعد دخول مقاتلي المعارضة اليها في مطلع كانون الاول بعد معركة قصيرة. وفي حلب (شمال)، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا الثلثاء في غارات بالبراميل المتفجرة على حي الصاخور الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الى 27 وبينهم اطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتعرضت احياء في مدينة حلب ومناطق في ريفها الاربعاء ايضاً لغارات بالبراميل المتفجرة اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص هم افراد عائلة واحدة، زوج وزوجة وخمسة اطفال في حي الميسر، وخمسة آخرين في حي جبل بدرو. كما قتل 19 مدنيا في مناطق في محافظة درعا (جنوب) في غارات جوية. على صعيد آخر، تم العثور في درعا على جثث لثماني رجال، هم ستة اشقاء ورجل وابنه، وقتلوا "بالسلاح الابيض" بحسب المرصد السوري الذي نقل عن نشطاء اتهامهم قوات النظام بقتلهم. وعثر على الرجال في بلدة الحارة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وهم من بلدة الهجة التي تشهد معارك بين الطرفين. وتتواصل اعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في سورية في وقت تستمر الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السوريين الهادفة الى ايجاد حل سلمي للازمة التي حصدت منذ منتصف آذار (مارس) 2011، اكثر من 136 الف قتيل. وقال المرصد السوري اليوم ان 4959 قتيلاً سقطوا منذ بدء مؤتمر جنيف-2 في 22 كانون الثاني (يناير) حتى منتصف الليلة الماضية، وان المعدل اليومي لضحايا اعمال العنف هو الاعلى منذ ذلك التاريخ في سورية، وبلغ 236 قتيلا في اليوم. وسأل المرصد عن مغزى محادثات جنيف-2 "ان لم تتضمن وقفاً فورياً لكل اشكال العمليات العسكرية".