كل من لامس حركة الإبداع الأدبي في المملكة من النقاد العرب توقف وقفة إنصاف أمام هذا الانتاج الكبير من الشعر والقصة والرواية، وظهرت عليه علامات التعجب أمام هذا المنجز الثقافي، حيث قام في هذا السياق الناقد الدكتور عادل ضرغام، بترجمة هذا الإعجاب في كتابه الجديد "بناء الوعي.. مقاربات في الأدب السعودي" الصادر حديثاً عن نادي أبها الأدبي ودار الانتشار العربي. يقول المؤلف في مقدمته: هذا الكتاب يضم دراسات عن الأدب السعودي، كتبت في فترات متباعدة، وبوعي مختلف من مرحلة إلى أخرى، وأتمنى أن تسهم – ولو بشكل بسيط – في الدرس الأدبي والنقدي. وقد تضمن الكتاب دراسات واعية في التجربة الإبداعية السعودية، حيث استوقفت الناقد ضرغام تجربة الشاعر محمد حبيبي المسكونة بالاختلاف، وتجربة الشاعر محمد الثبيتي، وكذلك أعمال الشعراء علي الحازمي، وحسن السبع، وأحمد البوق، كما تناول المؤلف عددا من الأصوات المعروفة في عالم قصيدة النثر، كالشاعر محمد خضر الغامدي، والشاعر عيد الخميسي. أما عالم السرد فقد كانت رواية "البحريات" للروائية أميمة الخميس شاهداً لجماليات اللغة الروائية التي توقف عندها المؤلف، كما درس - أيضاً - جوانب من القصة السعودية بين الواعي الفطري وجماليات التقرير، متخذاً من مجموعة "تلك التفاصيل" القصصية للكاتب حسن الحازمي نموذجاً لهذا الفن، ليختتم ضرغام كتابه بدراسة لرواية "جبل حالية" للكاتب إبراهيم مضواح، كاشفاً تحولاتها وما تحمله من مصير مأسوي.