كلحظة أفقها الانبهار.. وسفحها الحلم الممتد.. يستفيقُ ذلك العالم الغائب.. الحاضر.. بفصوله التي ربما تخطت حسابات الربح والخسارة.. يستمد حضوره الطاغي.. من السماح له بالتسرب حتى من تلك الظلال الغائبة.. ذلك المشهد بدت لك رفقته.. دائمة.. تسايرك صورته وملامحه.. كخيال يتخطى التجاوز الحاضر.. تأخذك في تفاصيلها..تشّرع ُ لك تلك الضفاف الممتدة.. ضفة.. ضفة.. تشتم ُمعها رائحة الأيام.. تنغمس فيها كتلك الريشة بقناعة.. وثبات..! هل هو احتفال بالحياة.. دون انتظار نتائجها..؟ هل هو ذهاب إلى هناك مرة أخرى .. دون أن تخبئ تلك الفرصة التي ستعيدك إلى الطريق الآخر لتلمس المنابع والتي ربما توقفت عن التدفق..؟ لا تبالغ في تقديراتك.. ولا ترسم الصورة كمن يتباعد عنها.. ولا تُفرط في منحها الألوان التي ربما وإن تبلورت ْسحرياً إلا أنها قد تتبدد إلى نثار لا يُجمع.. ومع ذلك تسرقك زوايا تلك الألوان.. لتعيش معها أنس جمع تلك النثار المتطايرة..! اعتدتَ أن لا تُحصي أنفاسكَ.. ولا تشتغل بما لم يعد بإمكاني اليوم .. أو غداً.. حتى ذلك الصمت السائد.. يبدو أحياناً معك وكأنه يُغالب الكلمات.. يتحرر من سطوة تدثرها بالغياب.. ويسلم نفسه لها لتطوف به بين ركام عاصفة كلماتها التي ستهبط بها تلك الموجة القادمة..! نصف المعرفة عادة مفاهيم لا يعرفها إلا من ارتاد مدارس المعرفة..! وفي تلك الحقائق التي كلما رافقتها.. وكأنها ذلك الطيف المتوهج الرافض.. العبثي.. المائج.. المتخطي كل الحواجز..أهوال ٌ تُمطر عليك ولا تملك إلا ذلك الاضطرار النادر لتحملها..! تدثرتُ تلك الأسئلة وكأنها"أغطية نخبوية " دون أن تلزمني بإجابات، أو بمواعيد اعتياد تجعل من كل اللحظات لاغية..! أتفهمُ جيداً معنى أن لا تكون ضمانات في ..الحياة.. وأصغي إلا أن الحياة ضماناتها.. تكون باستحالة وجود.."ضمانات "..! أتفهمُ جيداً.. كيف تمتلك الحقيقة صمتها.. وغياب أجوبتها.. ولا أدققُ في حسابات وصفحات ذلك التاريخ.. الذي يكرر نفسه.. كونه ظل وسيظل مسلياً بالنسبة لمن توقفت حياتهم على غمار تلك التفاصيل البسيطة.. والتواصل مع الخطأ وتفنيده.. والموقف وصورته الأخرى..! لا أصدق أبداً أن الإنسان يكرر نفسه فيما يفعل.. أو يكتب أو يقرأ.. أو يروي.. أو يعيش.. أو يجيب.. أو يستهلك، أو يتعامل، بنفس المنطق الذي سبق وتعامل به..! نحن نواجه النار كل يوم .. وآخرون يسمونها "الحيرة".. وجل الخيارات لدينا أحياناً.. وأقلها.. دوماً ومع ذلك نحن نمتلك إما الهروب منها، أو التوقف أمامها بحذر.. إلى أن تهدأ جذوتها..! آخرون يطوون هذا الخيار الصعب.. لعدم قدرتهم على التسمر في المكان والمشاهدة .. متفهمين الخسائر جيداً.. باعتبارها القاعدة والمقياس للحياة..! بينهم وبينك ليس هناك تفاصيل من الممكن نسيانها.. أو تفسير متناقضات تلك الصورة البعيدة ..القريبة..! فقط .. هناك.. تلك الجرأة المتوارية التي تختص بها.. وكأنها مقاربة لقدرتك على مجالسة الأسئلة .. وتحرير أجوبتها.. من ذلك الأريج..الصاخب والثري.. كاعتياد لسيادة.. حضورك..!!