لم نقض بعد على الأمية التقليدية، وكان من سوء حظنا أو سوء تقديرنا أن يوجد في وسطنا 7 ملايين وافد تسعون في المائة منهم أميون وهم قمينون بعرقلة المجتمع عن التقدم وفي نفس الوقت مسؤولون إلى حد كبير عن انتشار الجريمة وتوريط الشباب السعودي فيها الأمر الذي لا تخلو الصحف من الحديث عنه كل يوم وبالطبع استحالة القضاء على الأمية طالما ظلوا في بلادنا، واليوم نفاجأ ونحن في غفلة عن المسيرة العالمية ونتيجة لتخلفنا عن قافلة التطور والتحديث أن عندنا أمية الكترونية وهي أخطر من الأمية التقليدية وتعيدنا إلى عهود كنا معزولين فيها عن العالم وكانت التجارة بيننا وبين الغرب تتم عن طريق طرف ثالث نعرف لغته، فالتجارة ستصبح عما قريب الكترونية كما ان الحكومات هي الأخرى ستصبح الكترونية، ومع الأسف فإن القضاء على هذه الأمية لن يتم باقتناء كمبيوتر وحتى التدريب الشاق على استعماله، ولكن بتشييد بنية أساسية من الاتصالات الحديثة التي تعتمد على شبكة تلفونية من الفيبر جلاس أو الألياف الزجاجية أو الكابلات الأرضية أو الأقمار الصناعية، وبدون ذلك تستحيل الاستفادة من الانترنت لبطئه واستحالة تنزيل أي برنامج منه وتقطعه وتعطله أحياناً بالكامل وإذا كانت هناك شركات كبرى سمح لها باستخدام الأقمار الصناعية وخدمات أوربت، فإن الشخص العادي لو سمح له بذلك فإنه لا يستطيع دفع تكاليف هذه الخدمة الباهظة، ولهذا توقفت ملياً حين قرأت هذا الخبر «تعقد شركة الوسائط الكاملة في مقر مركز التعليم عن بعد في وكالة كليات البنات في الفترة الصيفية البرنامج التدريبي «ثقافة علوم الحاسب الآلي والانترنت» ضمن فعاليات المركز الصيفي الأول لكليات البنات الذي تنقله عبر الأقمار الصناعية إلى 36 كلية بنات في عدد من مدن ومحافظات المملكة». فهل هذه الكليات مزودة بدشات وديكودر لاستقبال الأقمار الصناعية أم أنها ستستخدم التلفون في الاتصال بالانترنت، فإذا كانت الطريقة الأخيرة أي الاتصال بالتلفون هي التي ستستخدم فوفروا جهودكم وتوقفوا عن البث، وعلينا أن ننتظر عشر سنوات على الأقل قبل أن نبدأ في القضاء على الأمية الالكترونية.