وقبل أن أتحدث عن البرماويين، لي كلمة عن الأمر السامي بتصحيح أوضاع العمالة المخالفة لنظام الإقامة، فقد كان لهذا الأمر أثر كبير في تهدئة روع المواطنين والعمالة المخالفة، على حد سواء، فقد أصيبوا جميعاً بالذعر نتيجة حملة الجوازات الأخيرة، وليس سراً أن المواطنين أو على الأقل نسبة كبيرة منهم كانوا يشغلون عمالة ليست على كفالتهم، وهم لا يلامون على ذلك، فعندما يوصد باب الحلال يلجأ الناس إلى الحرام، وهذه قاعدة صحيحة في كل زمان ومكان، فقد أوصد باب الحلال نتيجة للقيود التي وضعت على الاستقدام ومنها برنامج نطاقات، ونتيجة للحملة المذكورة فقد العديد من العائلات سائقهم الخاص، وتعطلت مؤسسات وشركات كثيرة، واقفلت محلات بل وأسواق، كما توقفت الدراسة في العديد من المدارس الأهلية والعالمية، ولهذا أكرر أنّ الأمر السامي هدّأ روع المواطنين والعاملين، وأعاد الطمأنينة إلى نفوسهم، أما البرمايون فكان وضعهم حرجاً فهم ليست لديهم إقامة نظامية، وفي نفس الوقت لايندرجون تحت العمالة المخالفة للأنظمة، ومعظمهم جاؤوا إلى المملكة كلاجئين بعد المذبحة الكبيرة من قبل البوذيين ما بين عام 1380 وعام 1391، وسمحت لهم الدولة بالبقاء فيها، وخاصة في مكةالمكرمة، على أنّ وضعهم الآن سيتغير فقد أكدّ مدير مكتب العمل في محافظة جدة عبدالمنعم الشهري أنّ الجالية البرماوية مرشحة للقضاء على مشكلة العمالة السائبة بشكل كبير في ظلّ التنظيمات الجديدة التي تجريها وزارة العمل، إضافة إلى مهلة الثلاثة أشهر لتصحيح أوضاع مخالفي نظام العمل، وفق الله الجميع.