حذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس من أن الأسرة الدولية قد تقاطع إسرائيل، إذا فشلت مفاوضات السلام الجارية بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولات فرض المقاطعة الاقتصادية على «إسرائيل» بغير الأخلاقية وغير المبررة، وأكدت تل أبيب لواشنطن، أنها لن تتخلى عن الأرض تحت تهديد المقاطعة العالمية، في الوقت الذي اتفق فيه الرئيس الفلسطيني مع نائب رئيس الحكومة في حماس على خطوات جدية لاحياء المصالحة. المصالحة الفلسطينية وفي التفاصيل، اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة (حماس) الدكتور ناصرالدين الشاعر واتفقا على اتخاذ خطوات جدية ومهمة خلال الايام القادمة لدفع عجلة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين فتح وحركة حماس الى الامام. وأكد الجانبان في اجتماع الذي استمر اربع ساعات في مقر الرئاسة بمدينة رام الله انه تمت مناقشة التفاصيل المهمة التي يجب اتخاذها من الجانبين. وأفصحت مصادر ان حركتي فتح وحماس بالضفة وغزة ستتخذان خطوات مهمة بشكل متزامن تنتهي بالاتفاق على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في موعد يتفق عليه الجانبان. بدوره أكد الشاعر «أن الجانبين اتفقا على دفع عجلة المصالحة الى الامام وان الايام القادمة ستشهد اتخاذ خطوات رافضًا الخوض بالتفاصيل»، وقال الشاعر: إن لقاءه بالرئيس محمود عباس جاء ضمن المساعي التي يخطوها بدوافع وشراكة مع شخصيات فلسطينية من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأشار إلى أنه بحث مع عباس تطورات الوضع السياسي والمفاوضات وقضية المصالحة للبحث قدمًا في إنهاء الانقسام، وقال: إن الجلسة تناولت قضيتن تتمثل الأولى بتطورات الوضع السياسي ومسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن عباس أكد له التزام القيادة الفلسطينية بالثوابت وعدم التفريط بحق العودة والقدس واللاجئين، وعدم الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال. كشفت مصادر سياسية إسرائيلية امس ان الادارة الامريكية تقدمت بمقترح جديد لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في صحراء النقب كحل ابداعي لمشكلة حق العودة، ولكن لا يدور الحديث عن «مشكلة» إسرائيلية: حسب الاقتراح، فإن المناطق التي سيرسل إليها اللاجئون ستنقل الى السلطة الفلسطينية في اطار اتفاقات تبادل الاراضي بدل المستوطنات المقاطعة الدولية من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولات فرض المقاطعة الاقتصادية على «إسرائيل» بغير الأخلاقية وغير المبررة، مشددًا على أنها «لن تحقق هدفها». وأضاف نتنياهو في افتتاحية جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية امس الأحد إن دعوات التهديد بالمقاطعة والتي أطلقها وزير الخارجية الامريكي جون كيري ستؤدي إلى تمسك الفلسطينيين بمواقفهم وبذلك يبعد فرص السلام. بدوره ندد وزير الشئون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي بالأمس، حيث قال: إنها تصريحات لا تطاق، وأنها ضارة مشيرًا إلى استحالة إدارة إسرائيل للمفاوضات ومسدس التهديد على رقبتها كما قال. أما وزير البناء والإسكان الإسرائيلي فقد رد بالقول إن الأمر الوحيد الذي يعتبر وهمًا هو شعارات السلام التي جاء كيري لتسويقها هنا، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين لم يحلموا بوسيط «متزن» كهذا على حد تعبيره. وكان وزير الخارجية الأمريكي قد حذر إسرائيل من أن دوام الحال من المحال وأن الهدوء الأمني القائم سيتبدد حال فشلت المفاوضات كما أن دعوات المقاطعة ستتسع الأمر الذي أغضب إسرائيل واعتبرته تهديدًا مبطنًا. تصور مثير للقلق وأوردت كبريات الصحف الإسرائيلية تفاصيل مسهبة في الخبر الرئيسي التي نشرته في صدر الصفحة الأولى لكل منها عن التصور المثير للقلق الذي رسمه كيري في حال فشل المفاوضات. وقالت يديعوت أحرونوت: إن الولاياتالمتحدة وأوروبا تكثفان الضغط على إسرائيل لدفع المفاوضات إلى الأمام، بينما ذكرت معاريف أن كيري يحذر من أن الوضع الاقتصادي المزدهر في إسرائيل سوف يتغير إذا فشلت المفاوضات. واعتبرت الصحيفة أقوال كيري في كلمة ألقاها في مؤتمر الامن في ميونيخ الألمانية تهديدًا بمعنى الكلمة، أما صحيفة «هآرتس» فأفادت أن الولاياتالمتحدة تخشى أن تتفجر المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إذا لم ينجز اتفاق مقبول على الطرفين في الوقت القريب. وقالت «هآريتس»: إن كيري يمارس ضغوطًا على الطرفين بغية التوصل إلى اتفاق حتى قبل موعد الإفراج عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين في نهاية شهر مارس آذار المقبل. وقال المسؤول الإسرائيلي للصحيفة: إن كيري تساوره تخوفات من تفجر المفاوضات في حال لم تثمر جهوده حتى ذلك التاريخ، بسبب رفض نتنياهو تحرير أسرى من فلسطينيي 48، أو بسبب موجة استيطانية جديدة كرد فعل إسرائيلي على تحرير الأسرى، الأمر الذي سيؤدي بالفلسطينيين إلى الانسحاب من المفاوضات. لن نتخلى عن الأرض واتهم اليمين الإسرائيلي الولاياتالمتحدة بأنها ستفرض حلًا على إسرائيل، وقال الوزير نفتالي بينيت من حزب المستوطنين «البيت اليهودي»: إن إسرائيل لن تتخلى عن الأرض بسبب التهديد بمقاطعة إسرائيل اقتصاديًا، وإنه يتوقع من حليف تل أبيب (واشنطن) أن تقف إلى جانب إسرائيل في محاربة كراهية اليهود ومقاطعتها، وليس أن تكون البوق لهذه المقاطعة، فيما كانت نائبة الوزير تسيبي حوطوبيلي، أكثر تطرفًا واتهمت الولاياتالمتحدة بأنها تعمل على إرهاب إسرائيل من أجل فرض اتفاق عليها يتعارض مع سياسة حكومتها. وكتب المحلل الإسرائيلي أمنون بورد أن تصريحات كيري بمثابة إعطاء شرعية «للإرهاب»، وكيري يعمل على تدمير جدار الاستقرار وتصريحاته في ميونخ إعطاء الشرعية لهجوم إرهابي، ويجب توضيح الموقف الإسرائيلي للولايات المتحدة بأنها لا تستطيع مواصلة المفاوضات وهي تهدد إسرائيل. اما المحلل السياسي نداب ايال كتب مقالًا حمل عنوان «طريق الجيب» قال فيه: إن أقوال جون كيري حول الوهم الأمني الإسرائيلي والمقاطعة التي تهدد إسرائيل ليست أقوالًا عبثية إنما سياسية؛ لأن الولاياتالمتحدة وأوروبا وصلتا إلى الاستنتاج أنه يمكن الضغط على إسرائيل من خلال استراتيجية واضحة، وهي وضع المجتمع الإسرائيلي أمام معادلة الانتعاش الاقتصادي والنجاح، أو مواصلة السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وفي السياق، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية امس ان الادارة الامريكية تقدمت بمقترح جديد لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في صحراء النقب كحل ابداعي لمشكلة حق العودة، ولكن لا يدور الحديث عن «مشكلة» اسرائيلية: حسب الاقتراح، فإن المناطق التي سيرسل اليها اللاجئون ستنقل الى السلطة الفلسطينية في اطار اتفاقات تبادل الاراضي بدل المستوطنات. وبحسب المحافل السياسية الإسرائيلية التي تقدمت بالمقترح قبل سنوات ورفضه الرئيس الراحل ياسر عرفات- الفكرة الابداعية الإسرائيلية الامريكية، التي سمعتها محافل اسرائيلية على لسان نظرائها الامريكيين في الأيام الأخيرة، تأتي لتحلية القرص المرير بالنسبة للفلسطينيين كي يوافقوا عمليًا على التنازل عن حق العودة إلى باقي أراضي دولة اسرائيل. وكان ابو عمار رفض المقترح من مادلين اولبريات وزيرة الخارجية الأمريكة -وقال هل يبدل الرجل أرضه بأرضه؟- وان قبلت جدلًا هل يمكن ان نستبدل الحوض المائي في شمال الضفة الغربية الذي تسيطر عليه مستعمرة ارئيل قرب نابلس بصحراء قاحلة لا ماء ولا بنية تحتية او استبدال القدسالشرقية- مستعمرة معالية ادميم جنوب شرق المدينة بمناطق حرارة والجمر في قلب صحراء النقب القاحلة اي عاقل يقبل بذلك فردت اولبرايت إذ لا حق عودة. الكفاح المسلح من جهته، أعلن جبريل الرجوب القيادي في حركة فتح من طهران ،انه «اذا فشلت المحادثات مع اسرائيل، فان الكفاح المسلح ضد إسرائيل يمكن أن يشكل حلًا استراتيجيا للفلسطينيين».