مدخل للشاعر عبدالرحمن بن بديع: دام أصبح الإبداع مثل الملالاه ويش عاد يدفعني لفن الكتابه أريح لي اقادي بيوتي مقاداه دام أي شي من سمعني رضابه أي شي بقدر أكتبه بس ما ابغاه تردني روابعي دون بابه من الجميل جداً أن يبرز الشاعر من خلال الظهور الإعلامي المشرّف، ومما يُحمد أن يقدّم للمتلقي ما يفيد، وما يمتع، ويكون على مستوى رفيع من الرقي، واحترام عقول الناس.. وهذا شيء محمود ولا اختلاف فيه، لكن الطامة الكبرى عندما يُصاب بعض الشعراء بهوس الإعلام، وجنون الفلاش، ويحاولون القرب من الضوء في كل لحظة، فمثل هذه الأمور ليست بالشيء السهل كما يتصوره البعض من الشعراء وفي هذا الاتجاه يقول صالح الناصر: يا هل القنوات يا عايض وعواضي هذي رساله على الارشاد مبنيه تبصّروا وتركوا مرضي وابن راضي العفو ماب العلوم العوج عفويه لوحة من الحاضر ولوحة عن الماضي اختاروا الطيّبه ميه على ميه وكذلك إن حضور الشاعر في كل مناسبة بدعوة وبدون بدعوة -لا حياء ولا استحياء- معتقداً أن كثرة الدعوات هي التي تُبرزه.. وأن كثرة الاختلاط بالناس تجلب له الشهرة، بينما في الواقع أن هناك رؤية عن كثرة الاختلاط بالناس ذكرها الزميل الأستاذ محمد الماضي في كتابه "الإنسان كما أعرفه" جاءت على لسان الأديب علي العمير حيث قال: (كنت كثير الاختلاط بالناس في صباي، وشبابي حتى تنبهت بعد ذلك إلى أنه لاشيء يجلب البغضاء، والعدوات مثل كثرة الاختلاط، ومنازعة الناس في المصالح!! وأما كثرة الاختلاط، فقد كنت على وشك التخفيف منها، والاقتصار على تعهد أصدقائي وزياراتهم بين فترات متباعدة على حد قول الشاعر: لقاء الناس ليس يفيد شيئاً سوى الهذيان أوقيلٍ وقال فقلِّل من لقاء الناس إلا لأخذ العلم أو إصلاح حال) ولا ننكر أنه يوجد شعراء مقتدرون، ومن أروع الشعراء خلاقاً وشعراً وتعاملاً، ولكن ظروفهم الخاصة أبقتهم في الظل بعيداً عن الفلاشات، ومنابر الشعر، وفي نظري أن الحظ ربما يلعب دوراً مهماً في مثل هذه الحالات فقد شاهدنا الكثير من الشعراء المقتدرين، ولكن لم يحالفهم الحظ في البروز الإعلامي، ولم يستطيعوا مواصلة السير، ومنهم من واصل ثم توقف ثم واصل وهكذا.. كما أن هناك نجوماً سطعت في سماء الشِّعر والإبداع ثم توارت عن الفلاشات، وسرعان ما اختفت.