بدأت في مصر صباح أمس عملية الاستفتاء على مشروع الدستور المعدَّل، وتوافد ملايين المواطنين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، فيما تم نشر قرابة 400 ألف عنصر من الجيش والشرطة للمحافظة على الأمن. وبدأ المواطنون بجميع المحافظات المصرية ال 27 التوافد إلى اللجان الرئيسية والفرعية للتصويت على مشروع الدستور المعدَّل، الذي يمثِّل أول استحقاق في خطة خارطة المستقبل للمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي مساء 3 يوليو 2013. ووفقاً لبيانات اللجنة القضائية العُليا للانتخابات، فإنه يحق لنحو 52.742.139 مليون مواطن التصويت على مشروع الدستور في أكثر من 30 ألف لجنة فرعية، و352 لجنة عامة على مستوى الجمهورية، ويقوم نحو 16 ألف قاض وعضو هيئة قضائية بالإشراف على الاستفتاء، الذي يقوم بمتابعته 83.467 ألف شخص ينتمون إلى 67 منظمة حقوقية مصرية و790 شخصاً ينتمون إلى 6 منظمات دولية أبرزها مركز كارتر، وشبكة الانتخابات في العالم العربي. وانتشر بمحيط لجان الاقتراع في جميع أنحاء البلاد نحو 160 ألفاً من عناصر الجيش وحوالي 220 ألفاً من قوات الشرطة المدنية، لتأمين عملية الاستفتاء وحماية المواطنين في ضوء إعلان قوى إسلامية رافضة لمشروع الدستور منضوية في إطار "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" اعتزامها التظاهر لرفض المشروع "الذي يعبر عن الإنقلاب على الشرعية". وقال اللواء هاني عبداللطيف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية، في مداخلة مع إحدى الفضائيات، إن "قوات الشرطة والجيش أجريا تدريبات مشتركة لتأمين الاستفتاء على الدستور"، موضحاً أن قوات الأمن ومكافحة المفرقعات بدأت بتمشيط أماكن التصويت على الاستفتاء. وبدأت غرفة عمليات نادي قضاة مصر المشكلة برئاسة المستشار أحمد الزند، رئيس النادي، عملها صباح أمس لمتابعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تجرى على مدار يومين في البلاد. وذكر النادي أن غرفة المتابعة شكلت لإجراء اتصالاتها برؤساء اللجان، للتأكد من عدم وجود أي معوقات أثناء عملية الاستفتاء. وأعلن النادي أسماء المستشارين الذين سوف يتم التواصل معهم لتلقي شكاوى المشرفين على اللجان، وللتواصل مباشرة مع اللجنة العليا للانتخابات لسرعة تذليل أي عقبة. منصور: يجب أن نثبت للعالم أننا لا نخشى «الإرهاب الأسود» ودعا الرئيس المؤقت عدلي منصور الشعب المصري إلى النزول بكثافة للمشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وقال منصور في تصريح له عقب الإدلاء بصوته في عملية الاستفتاء إن التصويت ليس لصالح الدستور فقط ولكن لصالح خارطة المستقبل كلها، حيث يجب أن تحظى البلاد برئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضا. وأضاف إنه لابد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئا، وأنه مصمم على النزول دائما والمشاركة في صنع مستقبل وطنه. وسيواصل المصريون اليوم لليوم الثاني على التوالي الاقتراع على تعديلات مشروع الدستور التي تعتبر خطوة ضمن تنفيذ خارطة طريق تشمل انتخابات تشريعية ورئاسية أعلنها الجيش يوم عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي، فيما تواصل الحكومة حث المواطنين على ضرورة المشاركة وسط تطمينات أمنية عالية المستوى. وبدوره أكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري أن مصر تشهد عرسا ديمقراطيا يشهد بعظمة المصريين وقوة إرادتهم في التوجه نحو مستقبل واعد. وقال الببلاوي في تصريحات له عقب إدلائه أمس (الثلاثاء) بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور: إن المترددين في الذهاب للجان الاستفتاء، إذا كان ترددهم خوفا، فليس لديهم حق حيث إن التأمين على أعلى مستوى، مؤكدا أن الدولة تؤمن كل مواطن في جميع المحافظات. كما تفقد الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع وسط حراسة أمنية مشددة لجنة الاستفتاء على الدستور بمدرسة الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة. واستقبل مئات المواطنين السيسي بالهتاف والترحيب والزغاريد مرددين "بنحبك يا سيسي بنحبك يا سيسي". وقال مصدر عسكري في بيان إن الفريق السيسي تواجد قبل النزول إلى الشارع داخل غرفة عمليات وزارة الدفاع لمتابعة سير عملية الاستفتاء على الدستور والاطمئنان على انتظام العمل بها. وأشار المصدر إلى تأكيد السيسي مجددا بالتعامل بمنتهى الحسم مع أي محاولات تهدف إلى إشاعة الفوضى أو إعاقة سير عملية الاستفتاء. وكان قبيل بدء الاستفتاء قد وقع انفجارا بمحيط محكمة شمال الجيزة بشارع السودان في منطقة إمبابة. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن انفجارا وقع أمس الثلاثاء لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح مشيرا إلى أن خبراء المفرقعات يقومون حاليا بمسح موقع الانفجار للوقوف عما إذا كان الانفجار ناجما عن عبوة ناسفة من عدمه. وأسفر الانفجار عن تهشم كامل لواجهة مبنى المحكمة وبعض السيارات، وأيضا تهشم زجاج خمسة مبان مجاورة. وفي بيان لها أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإدلاء بالصوت في الاستفتاء هو نوع من الشهادة، مشددة على أنه لا يجوز منع الشاهد من الإدلاء بشهادته لما فيه إضرار بالشاهد وقد يكون فيه إضرار بالمشهود له أو عليه، وفي حالة الاستفتاء فإن محاولة منع المواطن من الإدلاء برأيه فيه إضرار بالمجتمع كله. وأوضحت "من يقترف التحريض والتخريب لإفساد عملية الاستفتاء آثم لأنه يساعد على كتم الشهادة" ومن جانبه أعلن المستشار هشام مختار، عضو الأمانة العامة باللجنة العليا للانتخابات إن عملية فرز الأصوات ستتم بعد انتهاء اليوم الثاني من التصويت مباشرة، وذلك بمقر اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية. وأضاف أن الإعلان عن نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة، سيكون في غضون 72 ساعة من انتهاء التصويت. وتابع " 103 آلاف مصري بالخارج صوتوا على التعديلات الدستورية على مدار الأيام الخمسة الماضية من إجمالي 681 ألف مصري سجلوا بياناتهم للتصويت". وأشار مختار إلى أن نسبة التصويت في السعودية والإمارات وقطر والولايات المتحدةالأمريكية كانت هي الأكبر. من جهته، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر أن مصر تشهد حاليًا مرحلة فارقة في تاريخها يختار شعبها تحديد مصيره الدستوري على التعديلات التي أقرتها لجنة التعديلات الدستورية بما يمثل انطلاقة لمصرنا الحبيبة وشعبها الكريم، وقال الدكتور علام عقب الإدلاء بصوته أمس إن المصريين وهم يلبون نداء الوطن يؤكدون على أهمية هذه الخطوة كمرحلة جديدة من الأمل والعمل نحتاج فيها إلى تكاتف جميع أطياف الشعب المصري لنجتاز سويًا أي تحديات أو عقبات في سبيل النهوض الحقيقي بهذا الوطن للريادة التي يستحقها. ولم تقتصر عملية التأمين التي يقوم بها رجال الجيش والشرطة على التأمين في أماكن ومقار لجان الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد بل شملت أيضا قيام طائرات الجيش بالتحليق في السماء بشكل مكثف وعلى علو منخفض. من ناحية أخرى، قال مصدر أمنى بوزارة الداخلية: إن الإدارة العامة للحماية المدنية وجهت صباح أمس دوريات من رجال المفرقعات والحماية المدنية للمرور على لجان الاستفتاء على نطاق الجمهورية، وذلك في إطار خطة وزارة الداخلية لتأمين سير العملية الانتخابية. كما أغلقت قوات التأمين من الجيش والشرطة أمس لجنة المدرسة الثانوية المشتركة بمنطقة ناهيا التابعة لمحافظة الجيزة، بسبب وجود اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من أنصار جماعة الإخوان الذين خرجوا في مظاهرة من مسجد القنطرة. وأثناء مرورهم بجوار اللجنة حدثت مناوشات بينهم وبين القوات المتواجدة لتأمين اللجنة، مما دعا قوات الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، واستدعاء مدرعة لغلق المدرسة. إجراءات أمنية مشددة شهدتها مراكز التصويت طفلة تشارك في العرس الديموقراطي مع ملايين المصريين البابا تواضروس يدلي بصوته بمدرسة السرايا بالعباسية