في خضم الثورة الصناعية البتروكيماوية الهائلة التي تتزعمها المملكة على المستوى العالمي بطاقات إنتاجية متنامية تجاوزت المئة مليون طن متري سنوياً من الجبيل وينبع الصناعيتين وبحجم استثمارات أوشكت بلوغ تريليون ريال، تواصل الصناعات البتروكيماوية السعودية تعزيز قدراتها التنافسية بتوسعات ضخمة سعياً لتحقيق الخطط الرامية لبلوغ حصة المملكة من سوق البتروكيماويات العالمي إلى 10 في المئة بحلول عام 2015م، الأمر الذي يتطلب نقله هائلة في حركة الشحن والتسويق والتصدير واتاحة الفرصة للقطاع الخاص لإقامة المصانع ذات العلاقة بالموانئ والأحواض لبناء السفن والمعامل لبناء المنصات البحرية وإقامة مراكز لعمليات النقل (اللوجيستات). وإنفاذاً لتلك الخطط كشف مدير عام ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل المهندس عبدالله بن ناصر التويجري في حديث ل"الرياض" عن تطورات هامة تم إنجازها في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل تساير حجم النمو الصناعي والصادرات البتروكيماوية التي عززت اقتصاديات البلاد وأسهمت في تنمية إجمالي الناتج المحلي حيث يشهد الميناء ازهاراً كبيراً في تصدير المنتجات الصناعية وأبرزها البتروكيماويات والأسمدة الكيماوية والكبريت والمنتجات البترولية المكررة إلى مختلف أنحاء العالم بطاقة سنوية تبلغ أكثر من 35 مليون طن سنوياً. واستمراراً للجهود المبذولة لمواكبة التوسعات الضخمة لمصانع الجبيل 1و2 استقبل ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل أكبر ناقلة لنقل المنتجات البتروكيماية في العالم (إن سي سي فجر) بطول 228 متراً وحجم 75 ألف طن، وسعة 86 متراً مكعب بقيمة إجمالية قدرها 247 مليون ريال وتتميز هذه الناقلة بتكنولوجيات عالية جداً أهمها التصفيح المزدوج الكامل بعدد خزانات يبلغ 31 خزانا وسرعتها 14 عقدة بحرية في الساعة، وسوف تسهم في نقل نحو 50% من منتجات مصانع الجبيل وينبع من البتروكيماويات خلال السنوات ال7 القادمة. واشار المهندس التويجري إلى أن الميناء يمثل العصب في إنشاء مدينة الجبيل الصناعية وفرص منافسة مصانعها على المستوى العالمي حيث نجح الميناء في توريد وحدات التصنيع العملاقة للمجمعات الصناعية وأكبر الأبراج الصناعية التي يتم مناولتها في العالم وأضخمها وتميز الميناء عن غيره من الموانئ من الناحية التقنية نظراً توافر أحدث الأجهزة والمعدات حيث تتم مناولة كافة المنتجات سواء المصدرة أو المستوردة بصورة آلية حيث يتم ضخ المنتجات البتروكيماوية وغيرها من المصانع إلى الميناء عبر خطوط الأنابيب إلى الخزانات ومنها إلى السفن التي تغادر المملكة إلى كل أنحاء العالم، إضافة إلى التطور الكبير في نقل خام الحديد من الرصيف إلى مصنع الحديد داخل الحرم الصناعي بواسطة سير متحرك. ولفت م. التويجري إلى الجوائز العالمية العديدة التي انتزعها الميناء وفقاً للإنجازات الباهرة، والتطورات المذهلة التي حققها الميناء، إذ لم يسجل في تاريخه أية حوادث أو إصابات أو معوقات في عمليات الاستيراد والتصدير وبقيّة أنشطته، مثمناً الاهتمام الخاص الذي أولته حكومة المملكة لتطوير آلية العمل بالموانئ إلى قمة المستويات الأمر الذي أسهم في تنامي حجم الصادرات السعودية من البتروكيماويات والمنتجات المكررة التي يضخها الميناء الصناعي بالجبيل التي عززت اقتصاديات البلاد، وأسهمت في تنمية إجمالي الناتج المحلي. حضر استقبال الناقلة الناقلة على الرصيف المخصص لرسوها المهندس عبدالله بن ناصر التويجري مدير عام ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل والعميد بحري عبدالعزيز بن جمهور الغامدي مدير قطاع حرس الحدود في الجبيل وعدد من المسئولين في الهيئة الملكية للجبيل و ينبع وشركة سابك.