باركت حكومة المملكة الإنجاز العالمي الباهر غير المسبوق الذي أحرزه ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل على مستوى الموانئ الصناعية العالمية العريقة بانتزاعه بكل جدارة واستحقاق جائزة الماسة الدولية المرموقة في باريس وسط منافسة شرسة من قبل 166ميناء عالميا امتد تاريخ بعضها لأكثر من مائة عام مقارنة بتاريخ الميناء السعودي الذي لم يتجاوز تاريخه 27عاما، حيث بهر العالم أجمع بهذا الانجاز الراقي الفريد الذي لم تتمكن من تحقيقه العديد من الدول الصناعية الكبرى بالعالم التي سبقتنا حضارتها ونهضتها الصناعية بمئات السنين والتي لم ترتق الكثير جداً منها لحجم كفاءة وأداء الميناء السعودي المتجدد. وهذا الميناء المعجزة يعد أحد أبرز مفاخر الوطن والجندي المجهول خلف ما تحقق من تجمعات صناعية ضخمة بالمنطقة حيث توجت الجبيل الصناعية كأكبر مشروع هندسي في العالم بفضل هذا الميناء الذي كان ولا يزال الشريان الرئيس منذ بداية إنشاء المصانع بقدرته الفذة وتمكنه من نقل وتوريد العشرات المضاعفة من الوحدات التصنيعية مسبقة الصنع ومكونات المصانع المختلفة التي تزن ألوف الأطنان والأبراج العملاقة التي تستخدمها المصانع وجلبها للمملكة من مشارق الأرض ومغاربها وأقصاها فضلاً عن دوره الريادي في توريد المواد الخام اللازمة للصناعات السعودية وتصدير المنتجات الصناعية مثل البتروكيماويات والأسمدة الكيماوية والكبريت والمنتجات البترولية المكررة إلى مختلف أنحاء العالم بطاقة سنوية تبلغ أكثر من 35مليون طن سنوياً تدر عوائد تقدر بأكثر من 300مليار ريال سنوياً للمستثمرين السعوديين وغيرهم. "الرياض"، ووفقاً للإنجازات الباهرة والتطورات المذهلة التي حققها الميناء والذي لم يسجل في تاريخه أي حوادث أو إصابات أو معوقات في عمليات التوريد والتصدير وفي كافة أنشطته بادرت صباح أمس الأول بزيارة ميناء الملك فهد الصناعي والالتقاء بمدير عام الميناء المهندس عبدالله بن ناصر التويجري لإلقاء مزيد من الضوء على ماهية تلك الجائزة العالمية الدولية التي توج بها الميناء، حيث رفع التويجري التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة التي سخرت جل جهودها وإمكانياتها المتاحة وكل ما من شأنه تطور وتميز الموانئ السعودية، حيث أثمر عن تلك المساعي الحثيثة منح ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل جائزة الماسة الدولية تقديراً للميناء لحصوله على ثلاث جوائز عالمية لثلاث سنوات متتالية وتشمل جائزة القوس الدولي لاتفاقية أوروبا من الدرجة البلاتينية لعام 2005م، وذلك في الاحتفالية التي أقيمت في مدنية فرانكفورت بدولة ألمانيا، وجائزة النجمة الدولية وشهادة الامتياز للإدارة الشاملة لعام 2006م وذلك في الاحتفالية التي أقيمت في مدينة باريس بدولة فرنسا، وجائزة القرن الدولية الماسية للجودة الشاملة لعام 2007م وذلك في الاحتفالية التي أقيمت في مدينة جنيف بدولة سويسرا مؤخراً. وأضاف في حديثه الخاص ل "التصنيع" بأنه تم استلام الجائزة في الاحتفالية التي أقيمت في مدينة باريس بتاريخ 21أبريل 2008م. وقد حضرها حشد كبير من الصناعيين والاقتصاديين والمستثمرين العالميين ورجال السلك الدبلوماسي والمختصين في جودة الإدارة وقد منحت هذه الجائزة من قبل مجلس إدارة المؤسسة الأوروبية لاتجاهات الأعمال والتي تضم أكثر من 166دولة ومقرها مدريد بدولة أسبانيا حيث يتم اختيار المؤسسة التي تمنح لها هذه الجائزة في مجال النقل البحري عن طريق الاستطلاع لأداء الشركات العالمية للنقل البحري والوكلاء الملاحيين وتقييمهم للأداء والخدمات التي تقدم لسفنهم في الموانئ العالمية. ويتم الاعتماد على تطبيق معايير الجودة بالمواصفات الدولية ( كيو سي 100) وفقاً لمبادئ تحقيق مستوى من الجودة يؤهل لمعايير الجودة بالمواصفات الدولية وتشجيع درجة المشاركة في صناعة القرارات الجماعية وتلبية احتياجات العملاء وتحقيق توقعاتهم وتأهيل الموارد البشرية ( فنياً واقتصادياً) القادرة على تحقيق التحسينات المستمرة والحفاظ على البيئة وإدارة الموارد البشرية لتحقيق أقصى إنتاجية ممكنة وجعل العاملين واعين بأهمية التركيز على أهداف النشاط بهدف تحقيق أفضل النتائج. وأكد م. التويجري بإن الحصول على هذه الجوائز يعد تقديراً دولياً للدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين والخدمات المتميزة التي تقدمها المؤسسة العامة للموانئ في خدمة النقل البحري والتجارة العالمية، وشهادة في المحافل الدولية على النهضة الحضارية الشاملة في جميع المجالات التي حققتها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله ونجاح المملكة في استخدام واستيعاب أحدث أساليب الإدارة العالمية والتكنولوجيا المتطورة في إدارة العمل في الموانئ السعودية وحافزاً لها لزيادة قدرتها الاستيعابية والتنافسية لتظل في مقدمة الموانئ العالمية. وأضاف بإن كل ذلك جاء نتيجة الدعم المستمر الذي تلقاه الموانئ السعودية من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله. ويشرفني بهذه المناسبة تقديم هذا الانجاز لصاحب الفضل فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية لما تلقاه إدارة الميناء من دعم وتوجيهات مستمرة من سموه الكريم كان لها أكبر الأثر لوصول الميناء إلى مرتبة وضعته في مقدمة الموانئ الصناعية العالمية وكذلك المتابعة المستمرة من قبل معالي وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ومعالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ الدكتور خالد بن أحمد بو بشيت. ويشار إلى أن الميناء يمثل العصب في إنشاء مدينة الجبيل الصناعية ويضطلع بمسئوليات ضخمة شاقة في توريد وحدات التصنيع العملاقة للمجمعات الصناعية وأكبر الأبراج الصناعية التي يتم مناولتها في العالم، حيث يبلغ وزن بعضها أكثر من 1600طن وأوال تصل إلى 94متراً وأقطار إلى 10أمتار وتكمن المشقة في ان تفريغ ومناولة مثل هذه الأبراج الحساسة ليست مثل البضائع الأخرى، حيث تحتاج إلى عناية خاصة وطرق فنية وتجهيزات حديثة حتى يمكن مناولتها من السفينة إلى وسائط النقل المتخصصة ومن ثم نقلها إلى المجمع الصناعي الخاص بالشركة ويحتاج نقله إلى توفير أكثر من 70تريلا سطح مقسومة إلى جزءين تعمل بنظام التحكم الآلي بواسطة فريق فني وتشغيلي كامل لمرافقة مثل هذه الوحدات الكبيرة. وحتى يتم نقل التريلات من الميناء إلى مجمع الشركات يحتاج الأمر إلى إزالة أعداد كبيرة من أعمدة الشوارع واتخاذ الاحتياطات الأمنية والسلامة لإنجاح المهمة. وأهم ما يميز ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل عن غيره من الموانئ من الناحية التقنية توافر أحدث الأجهزة والمعدات، حيث تتم مناولة كافة المنتجات سواء المصدرة أو المستوردة بصورة آلية فالمنتجات البتروكيماوية أوالبترولية يتم ضخها من المصانع إلى الميناء عبر خطوط الأنابيب إلى الخزانات ومنها إلى السفن التي تغادر المملكة إلى كل أنحاء العالم، أما خام الحديد الذي يتم استيراده من البرازيل والسويد فيتم نقله من الرصيف إلى مصنع الحديد داخل الحرم الصناعي بواسطة سير متحرك وتزامناً مع تنفيذ مشروع توسعة مدينة الجبيل الصناعية والبدء في تجهيز الجبيل 2تطلب الأمر إحداث توسعة كبرى في الميناء لاستيعاب أنشطة التصدير والتوريد لخدمة الصناعات الضخمة الجديدة فقد تم الإنهاء من تنفيذ ثلاثة أرصفة جديدة كما تم البدء في تنفيذ خمسة أرصفة أخرى لتصدير المواد البتروكيماوية بالإضافة لردم مساحة تقدر ب(800.000)م 2لاستخدامها كمنطقة تخزين وسوف يضطلع مرفأ وأرصفة البتروكيماويات 3باستيعاب الطلب المتولد عن تطوير منطقة صناعات الجبيل 2بمساحة 234هكتارا وبتكلفة 1.5مليار ريال. ومن الجدير بالذكر هنا أن السفن الناقلة للمواد الصلبة والسائلة تبلغ أحجامها من 6.000طن إلى 110.000طن والسفن الناقلة للمواد البتروكيماوية من 5.000طن إلى 45.000طن والسفن الناقلة للمنتجات البترولية المكررة من 12.000طن إلى 360.000طن والسفن الناقلة لغاز البترول المسال من 1.000طن إلى 30.000طن.