هناك الكثير من حكم الشعراء التي تتسم بالتجربة لهذا الشاعر أو لموقف شاهده ورأه واعتبر منه وصاغ هذا الحدث ببيت من الشعر أو أبيات أو حتى قصيدة كلها حكم بالغة ونصائح ثمينة أو أقوال للاستشهاد، لا تقدر بأي ثمن فالشعر الشعبي زاخر بالحكم الجميلة والأقوال المفيدة الثائرة على ألسنة الناس ويستشهدون بها في مجالها وفي مناسبات عدة، وفي هذا العنوان لهذا المقال نبحر في بحار عالم شعر الحكمة أو بيت سائر الذي هو محبوب لجميع النفوس، ومن منا لا يحب شعر الحكمة والحكم والأمثال والأقوال والأبيات المفيدة والبيت السائر في مقالنا هذا هو من شعر الخلاوي راشد الذي يعد بحق شاعر الحكمة الشعبية والأقوال السائرة المنقوشة في الذاكرة وكل قصائده التي وصلت إلينا لا تخلو من حكم وأمثال أقوال سائرة وخصوصاً قصيدته الدالية الذهبية ونقتطف هذه الحكمة من شعره رحمه الله وهي قوله: نعد الليالي والليالي تعدنا والأعمار تفنى والليالي بزايد فالخلاوي رحمه الله يجمل ويختصر الدنيا لكل إنسان بعبارة وجيزة بليغة مؤادها أننا نحن البشر نحسب الأيام والشهور والسنين من أعمارنا وكم من أعمارنا مضى وكم عشنا على ظهر البسيطة، ولكن الحقيقة أن هذه الليالي والأيام في صورتها هي ذهاب من أعمارنا بقدر الله عز وجل لأن العمر محسوب وقد فرغ منه فكأن هذه الليالي هي التي تحصي أعمارنا وتنقصها، فالعمر ينقص بمرور الأيام وتعاقب الليل والنهار، والزمن لا يتوقف والعمر يتوقف إلى أجل مسمى عند الله عز وجل، فلكل أجل كتاب، ولعل الذي يقابل بيت الخلاوي الشهير والسائر بين الناس قول أحد الشعراء القدامى ولعله أبو العتاهية: وقد طلع الهلال لهدم عمري أفرح كلما طلع الهلال