نستكمل الرد على ما كتبه الزميل راشد بن جعيثن تحت عنوان "السياق المعنوي ليس حجة إذا صحف الرد الأخير يا سعد" عليه أقول مستعيناً بالله: يقول راشد:" وبعد كل هذا أود من كل دارس يود أن يتوصل إلى معرفة منيع بن سالم وراشد الخلاوي أن يتتبع الأحداث التي ذكرها المؤرخون وهي:1058ه شاخ دواس بن معمر في السابع من ذي القعدة،1059 ه شاخ محمد بن معمر في العينة،1069ه نزل الشريف زيد بن محسن بين التويم وجلاجل..." أ.ه. أقول: عجباً هل هذه مقارعة الحجة بالحجة أم نصحية؟! وكيف ذلك و أنت عاجز عن إيراد أي دليل أو إشارة ولو ضعيفة من خلال تتبع هذه الأحداث تدل على ارتباطها بالخلاوي وممدوحه منيع بن سالم ثم تتجاهل خمسا وعشرين نقطة ناقشتها في الكتاب جميعها تصب في أن الخلاوي عاش في القرن الثامن والتاسع الهجري ! يقول راشد:" ولما قال الخلاوي: محا الله سعد يا منيع وقومه كما قد محا من صفحة اللوح كاتبه ذكر اسم معاصر له لم يصحف ولا يحرف " أ.ه. أقول: ليس هذا ما كنت تتبناه يا راشد بل كنت تقول في مقالك السابق" لعله سعد بن زيد الشريف الذي هاجم العارض بطلب من تركيا" فلماذا المراوغة فليس كل سعد هو سعد الشريف!! ثم أني لم أقل أن (سعد) مصحف بل بينت لك الدليل والحجة التي تبطل ما ذهبت إليه في ردي السابق عليك فلا تتجاهلها عند عجزك عن تفنيدها وهي: 1- أن البيت الذي يذكر (سعد) يقع في سياق أبيات من القصيدة يتحدث فيها الخلاوي عن قومه وتخليه عنهم بعد أن ضعف دينهم ويفهم من السياق المعنوي أن (سعد) هو شيخ أو ما شابه وله مكانته في قبيلة الخلاوي حيث تقول الأبيات: غدوا قرن شرٍ كل قرنٍ مطرد عن الكون مأوى للشياطين دايبه محا الله (سعدٍ) يا منيع وقومه كما قد محا من صفحة اللوح كاتبه تخليت عن (قومي) محا الله دارهم واهمى عليهم من نوامي نوايبه 2- إن الأحداث المرتبطة بسعد الشريف وقعت في مطلع القرن الثاني عشر الهجري وقصيدة مبارك الأعرج التي قيلت في القرن العاشر وذكرت الخلاوي هي دليل قاطع ينفي أن يكون الخلاوي عاش في القرن الثاني عشر وبالتالي سعد الشريف ليس المعني في أبيات الخلاوي. يقول راشد:" بعد الرجوع إلى ص56 أجدك تشير إلى فروسية الخلاوي وليس كما أردت تمريره على القارئ.." أ.ه. أقول: لقد كان اعتراضك السابق هذا نصه بالحرف" الخلاوي لم يورد هذه الأبيات متوالية إلا أنك أنت جمعتها من صفحات متفرقة من قصيدته البائية " انتهى، فكان ردي عليك أني أشرت لذلك في مقدمة الأبيات وبهذا النص ( أبيات متفرقة من قصيدته البائية) فعليك مراجعة الكتاب ص56 للتأكد" ولم أحيلك على مجهول فالكتاب بين يدي جميع القراء ويمكن الرجوع للصفحة للتأكد من صحة ما قلت ، ولكن يبدو أن الزميل راشد فقد تركيزه ونسى وجه اعتراضه الذي لم يكن لفروسية الخلاوي دخل فيه!! فلماذا تنكر ذلك الآن وتناقض نفسك!! يقول راشد:" أن مفتاح حقيقة .. الترجمة .. التي ذكرها السخاوي في كتابه «الضوء اللامع»، ونقلها عنه المؤلف .. «محمد بن راشد الخلاوي العجلاني أحد القُواد،.. النجم عمر بن فهد .. كتابه الحافل " إتحاف الورى بأخبار أم القرى "، يقول .. " محمد بن راشد الحلاوي (ضبطها بالحاء المهملة وليست بالخاء المعجمة كما عند السخاوي).. كما ترجم له عمر بن فهد في كتابه الآخر وهو "الدر الكمين بذيل العقد الثمين" فقال " محمد بن راشد الخلاوي (ضبطت هنا بالخاء المعجمة) العجلاني ... فتبين لدينا أن السخاوي قد نقل ترجمة محمد بن راشد من كتاب "الدر الكمين" للنجم عمر بن فهد وليس من كتابه "إتحاف الورى" ... وأما ضبط الاسم هل هو " الحلاوي" أو "الخلاوي" ؟ فأقول : ان السخاوي ناقل -كما صرح - عن أحد كتب ابن فهد وهو "الدر الكمين" لذا فهو لم يأت بالترجمة استقلالاً من مصدرٍ آخر غير ابن فهد.." أ.ه. أقول : أنت ناقل عن آخر فنسخت مقاله بعجره وبجره وكان الأولى أن لا تتعجل حتى ترى ردنا عليه وتفنيد مزاعمه الواهية فان لم تقتنع فحينذاك تكتب وجهة نظرك دون أن تردد أقوال الآخرين وتنحاز لها ولم تتبين حقيقتها التي لا تعدو ظناً مبنياً على فهم قاصر عن استيعاب كافة الأدلة حيث أحال إلى نسخة مطبوعة ولم يطلع على المخطوط الأصل!! ثم من الجهل أن يجزم بأن السخاوي لم يطلع على إتحاف الورى وإنما نقل عن الدر الكمين فقط !! والثابت أن السخاوي (صاحب الضوء اللامع) وقت مجاورته في مكةالمكرمة لا يفارق مكتبة ابن فهد!! فهل كان السخاوي سيجد (الحلاوي) في إتحاف الورى ولا ينتبه لهذا الاختلاف؟! بل أن ما جاء عند السخاوي يعتبر ترجيحاً لصحة اسم (الخلاوي) الذي جاء في الدر الكمين وفقاً لما يلي: 1- إن كتاب الدر الكمين للنجم عمر ابن فهد (ت885ه) مختص بترجمة الأعيان، بينما إتحاف الورى كتاب تاريخي، ولذلك يتميز الدر الكمين بتحري المؤلف للدقة في المعلومة عن المترجم له خاصة الاسم وقد جاء عنده (الخلاوي). 2- تطابق ما جاء في الدر الكمين مع ما جاء عند السخاوي في كتاب الضوء اللامع، والسخاوي معاصر لابن فهد ولاشك هو مطلع على النسخة الأصل بخط النجم عمر ابن فهد(ت885ه) سواء كان ذلك في كتاب إتحاف الورى أو الدر الكمين، فلماذا لا يكون ما جاء في إتحاف الورى هو (الخلاوي) أيضاً ثم صحف من المتأخرين فيما بعد. 3- إن كتاب الضوء اللامع للسخاوي والذي جاء فيه(الخلاوي) قد نسخه عبد العزيز بن عمر ابن فهد (ت922ه) وكان ذلك في مكتبة ابن فهد بمكةالمكرمة عام 889ه وقام عبد العزيز بقراءته ومقابلته مع السخاوي وهذا ما كتبه السخاوي نفسه "الحمد لله أنهاه علي قراءة ومقابلة مفيداً مجيداً محرراً وللمحاسن مظهراً كاتبه الشيخ الإمام الأوحد الهمام المرشد والمحدث المفيد الرحال المسند الحافظ القدوة عبد العزيز" فهل بعد هذا التدقيق قول؟! 4- اتفاق الاسم راشد الخلاوي العجلاني مع كافة الأدلة التي تشير إلى إن راشد الخلاوي عاش القرن الثامن ومطلع التاسع ويلتقي مع منيع ابن سالم من آل مانع بن عصفور من بني عقيل في جد أدنى هو كعب بن ربيعة الذي يجمع بني العجلان وبني عقيل. يقول راشد:".. لقد ذكر الشيخان عبدالله بن محمد البسام (ت1346ه) صاحب كتاب "تحفة المشتاق" وصالح بن عثمان القاضي (1351ه) في أثرين مخطوطين لهما أن وفاة الشاعر راشد الخلاوي كانت في حدود عام 1010ه ، كما ذكر الشيخ النسابة إبراهيم بن عيسى (ت1343ه) في احدى أوراقه المخطوطة أن راشد الخلاوي من بني هاجر من قحطان .." أ.ه. أقول: لقد أشرت في الكتاب إلى ما جاء في مخطوط البسام ومع ذلك فالبسام والقاضي متأخرين وما جاء عندهم لا يعدو أن يكون قولاً ظنياً لا يقوم على تحقيق أو إرفاق أدلة وبالتالي لا أهمية له، والأهم من ذلك أن دلالة قصيدة مبارك الأعرج وهي دليل قاطع ينفي اجتهادهم في زمن الخلاوي أما قول العيسى ان الخلاوي من بني هاجر من قحطان فالعيسى متأخر ولم يورد وجه استدلاله ثم أن الخلاوي بنفسه نفى ذلك حينما انتسب إلى نزار في هذا البيت: لي في نزارٍ وزرةٍ اكتفي بها لي في نزار الجود أعلى مناسبه يقول راشد:" إن مؤرخي القرن الثامن الهجري قد احتفوا كثيراً بعرب البحرين من العُقيليين فترجموا لأعداد ليست بالقليلة منهم فأين هو ذكر منيع بن سالم إن كان ابناً مباشراً لهم ؟ ... فمن مراجعة هذه الكتب لا نجد أي ذكر لمنيع بن سالم ، فهو لم يكن موجوداً في العصر الذي حدده المؤلف الكريم " أ.ه. أقول: أقول هذه حجة واهية وقاعدة ضعيفة لا يعتمدها باحثاً جاد ، وهل المؤرخون هم ورقة الإثبات الوحيدة من لم يذكر عندهم فلا وجود له أو كما قال ليس ابنا مباشراً للعقيليين!! أما الرد على ذلك فيتلخص فيما يلي: 1- عدم ذكر المؤرخين لمنيع ابن سالم ليس حجة في عدم وجوده. 2- لم يكن هناك حصر من المؤرخين لكافة أسماء أمراء بني عقيل في القرن الثامن أو التاسع حتى نشكك في من لم يوجد اسمه، بل كانوا يكتفون بالقول ان الإمرة في أولاد مانع بن عصفور، وإن ذكرت أسماء فهي لا تلغي الإمرة عن من لم يذكر. 3- يوجد هناك مرجع يعتبر أول من ذكر منيع بن سالم وهو "تحفة الأزهار وزلال الأنهار" لابن شدقم (كان حياً 1090ه) وقد تضمن نصاً لمبارك الأعرج من أهل القرن العاشر دل على أن منيع عاش قبل القرن العاشر وهو دليل قاطع. 4- أن منيع ابن سالم لم يأخذ هذه الشهرة إلا من خلال قصائد راشد الخلاوي وقد نصت على انتسابه إلى بني عقيل، ويؤكد ذلك الواقع التاريخي لسيطرة بني عقيل خلال القرن الثامن والتاسع ومن ذلك قول الخلاوي: فلولا منيع ٍ سور هجرٍ وبابها وابنا عقيلٍ عصبة من قرايبه لك الله ما سانعت لسهيل ناقتي ولولاه ما نوخت (يبرين) شاربه. يقول راشد:" ذكر الدكتور عبد الكريم الوهبي .. نقلاً عن وثيقة عثمانية مؤرخة في الأول من رجب من عام 959ه أن في قبيلة العماير القاطنة في شرق جزيرة العرب (القطيف) فرعاً يقال لهم آل مانع. قلت : لعل منيع بن سالم من ذلك الفرع " أ.ه. أقول: لا أعرف هدف من نقلت عنه من وراء هذا التمريض الذي يحاول به نسب منيع إلى غير بني عقيل !! بل الصحيح إن آل مانع بن عصفور من آل عميرة من بني قديمة من بني عقيل وهذا ما نصت عليه كتب التاريخ والنسب والنصوص الشعرية فهل كنت تحققت من ذلك قبل ان تنقله!! يقول راشد:" وثبت لدي بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاوي كان حياً عام 1120ه ولكن في فمي ماء قد شرب منه الذكير.." أقول : هذا نوع من التغرير والادعاء لا يصح فاختلاق المحذورات في هذا الموضوع هو نتاج للوهم فقط، ولا وجود لمحذور في تعاطي المسائل التاريخية فلا تجعلها مخرجاً تدعي من خلاله امتلاك الحقيقة التي عند عرضها على محك الفحص والتدقيق نكتشف أن لا وجود لها إلا في مخيلة مدعيها وهي للمحقق فيها كما قال الله عز وجل" كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".