اطلعت على ما كتبه الزميل راشد بن جعيثن تحت عنوان"السياق المعنوي ليس حجة إذا صحف الرد الأخير ياسعد1-2"المنشور في العدد15664.وكنت أعتقد أن في ردودي السابقة إيضاحا لما التبس عليه فهمه، ولكن يبدو أن الزميل العزيز لم يكن قارئاً وباحثاً عن الحقيقة أكثر مما هو منحاز لرأيه وتمنيت أنه نقض الحجة بالحجة بعيداً عن الجدل العقيم، عليه أقول مستعيناً بالله: يقول راشد:"منيع بن سالم هذا الاسم المميز (اللغز) الذي والله أعلم أشبه ما يكون بتركيب رمزي لاسم آخر مثل الخلاوي راشد وما هما إلا اسمين حفظهما الشعر الشعبي تحت غطاء رمزي"أ.ه. أقول:ليس هناك ما يشير من قريب أو بعيد إلى أن "منيع بن سالم"تركيب رمزي بل هو اسم علم صريح وجهلك به لا يعني بالضرورة رمزيته فقد نص عليه في شعر الخلاوي نصاً صريحاً ونسبه في مواضع كثيرة واشتهر عند الرواة والمؤرخين، فلا تحلق بخيالك بعيداً. يقول راشد:" ويجب عليك أن تضع النص ومرجعيته.. ويجب أن تضع مفردة (خدودها) تحت المجهر وتقول:هذا تصحيف «لصرودها» .. وكذلك عندما تقول إنه يقول: يا شايع الأذكار يا من (جوده) وليس جواده.." أ.ه. أقول: على رسلك يا راشد فالنص لمبارك الأعرج وليس نصاً للخلاوي وقد حققته في دراسة متكاملة وموضوع مستقل نشر في جريدة الرياض العدد14142بتاريخ 24/2/1428 ه. قبل إصدار الكتاب بأكثر من ثلاث سنوات، وبالتالي لا مكان لإيراد المقال جميعاً في ديوان الخلاوي إلا بالإشارة إليه كمرجع وأخذ ما يهمنا فيه من دلالة على أنه يذكر الخلاوي ومنيع بن سالم وقد أحلت إليه في الكتاب وفي ردي السابق عليك فلماذا لم ترجع لهذا المقال إذا كنت تبحث عن تحقيق النص كاملاً ؟! أما كان الأولى أن ترجع إليه قبل أن تطعن في التحقيق وتطالب بالتقصي وأنت لا تمتثل به!!ثم أن الدلالة على منيع بن سالم والخلاوي هي هدفنا وهي واضحة في النص فلماذا أنت تجاهلت الواضح المهم؟!وهو: وصادت من قبلي منيع بن سالم صحيب الخلاوي صادقٍ في وعودها ثم تجادل فيما يلتبس على فهمك وهو غير مهم في دلالته؟!ومع ذلك هذا جزء من المقال الذي حققت فيه النص كما نشر يثبت المفردة والمرجع ورأيي " 1- رسمت في المرجع (جواده) والأصح (جوده) أي بذله وعطاؤه والضمير يعود على شايع. الأديب عبدالله بن خميس 2-يصات من صات يصوت، كقال يقول. صات يصات، كخاف يخاف، صوتا، فيهما، فهو صائت، أي: صائح وقال ابن السكيت: الصوت: صوت الإنسان وغيره. والصائت الصائح. وصات: إذا نادى، كأصات، وصوت به تصويتا، فهو مصوت. وكذلك إذا صوت بإنسان فدعاه، وعن ابن بزرج: أصات الرجل بالرجل: إذا شهره بأمر لا يشتهيه. والصيت، بالكسر: الذكر، يقال: ذهب في الناس صيته، أي ذكره، وخصه بعضهم بالذكر الحسن. 3-رسمت في المرجع (خدودها) ولدلالة السياق المعنوي للبيت فهي مصحفة عن (صرودها)جمع صرد وهو المكان المرتفع من الجبال، فالشاعر يمتدح ابنه بالجود والعطاء والذي اكسبه صيتاً حسناً ومن عادة العرب أن يشهر اسم صاحب الفضل بحيث يقوم المدين له بالفضل برفع الصوت في الثناء له على رؤوس الأشهاد أو في مكان مرتفع ليسمعه الملأ ويرفع له راية بيضاء.." ثم إن في هذه الجزئية رد على ما حاولت ان تختزله من معاني أخرى للمفردات تجلي المعنى ولا تتفق مع هواك فلماذا تتجاهل"..صات يصات، كخاف يخاف، صوتا، فيهما، فهو صائت، أي: صائح وقال ابن السكيت: الصوت: صوت الإنسان وغيره. والصائت الصائح. وصات: إذا نادى، كأصات، وصوت به تصويتا، فهو مصوت. وكذلك إذا صوت بإنسان فدعاه.."انتهى. ثم أن إشهار اسم الرجل يأتي بقصد الذكر الحسن ويأتي بقصد الذكر السيئ بحسب سياق الجملة وهذه عادة متعارف عليها منذ الجاهلية عند العرب فيصوت على الملا بيض الله وجه فلان وسود الله وجه فلان، فلا تأخذ طرفاً ضعيفاً من معنى لتلغي معناً أقوى يدل عليه سياق الجملة والتي هي موضع مدح وليس قدح. يقول راشد".. أقولها للمرة الألف إنه يسمع الصوت عندما يقع في هامة الجواد أو خده أي لوح الحنك.." أقول: لقد أخطأت وناقضت نفسك في ردك السابق حيث قلت".. ويصات يضرب الحصان إما في هامته أو خده " فلماذا هذا التناقض وتغيير أقوالك وجميعها خطأ وليس لذلك تبرير إلا الجدل العقيم الذي أربى بنقاشنا أن ينزلق إليه خاصة بعد أن وضحت الصورة في الرد السابق فلو تمعنا في البيت : يا شايع الأذكار يامن جوده يصات على الهامات أو في صرودها سنجد (يا شايع الأذكار) فالأذكار هي الصيت الحسن المشتهر بين الناس وكذلك (على الهامات) أي (على رؤوس الأشهاد) فنلاحظ أن الهامات جمع بينما الجواد مفرد فلا يقال هامات الجواد وإنما يقال هامة الجواد وكذلك نجد(صرودها) جمع صرد وهو المكان المرتفع من الجبال وهنا يربط الصيت بالجود والذي هو سبب في شهرته ويربط الإشهار بأنه على رؤوس الأشهاد وفي الأماكن المرتفعة وعند جمع المعاني الصحيحة للكلمات السابقة نخرج بسياق معنوي متسق وهو أن الشاعر يمتدح ابنه بأن له فعلاً يشهر على رؤوس الأشهاد وفي الأماكن المرتفعة وهذا يتفق مع عادة العرب المتعارف عليها. يقول راشد" تطاولت «في» الدنيا بيومٍ وليلة وصادتني وانا من ثنايا صيودها أضفت (في) وصحفت صعودها إلى صيودها ولم تشر إلى ذلك ولو حققته لقلت: تطاولت (بي) وليس (في)!! وما زلت عند قولي إن صعودها هو ما قصده الشاعر وليس صيودها!! وقد طال التصحيف (سبيع) إلى منيع "أ.ه. أقول:ما زلت استغرب من شاعر كبير كراشد عدم فهم معنى بيت شعر بل وتحريفه إلى ما يخرج به عن معناه ويكسر به الوزن فالشاعر مبارك الأعرج يقول انه قد تطاول به العمر في هذه الدنيا بمضي الأيام والليالي ثم أنها صادته مثلما صادت من قبله، أما إضافة (بي) حسب رأي راشد فهي تكسر الوزن وكذلك المعنى يصبح ركيكاً، أما قوله (صعودها) فلا وجه لقبوله في معنى الشطر فنجد أن الشاعر يقول (صادتني) ثم يقر بأنه (من ثنايا) أي من ضمن من صادت أي (صيودها) ثم يؤكد معنى الصيد في البيت الذي يليه بقوله (وصادت من قبلي ذياب بن غانم..) أما قولك أني صحفت (سبيع) إلى (منيع) فأنا صححت المصحف وأعدته إلى أصله (منيع) بدلالة تقارب الرسم وبدلالة اسم الأب (سالم) وبدلالة اقترانه ب(الخلاوي) والذي اشتهر أن (منيع بن سالم ) هو ممدوح (الخلاوي) الذي شهره في شعره وقد قرن الشاعر بينهما في بيت واحد: وصادت من قبلي منيع بن سالم صحيب الخلاوي صادق في وعودها وأهمس في إذن راشد: إذا لم ترد أن تفهم فذاك شأنك أما أن تحرف المعاني وفق هواك وتدعي صحت ذلك دون دليل فهذا ما لا نقبله منك في نقاش علمي، ولو أنه يعز علينا أن تقف هذا الموقف. يقول راشد".. وكيف يطيب لي التحاور معك وأنت تهمش من سبقوك وأرخوا في قولك عن أن ابن خميس والشيخ ابن سويلم.. يا سعد إنني أستحي أن أقول مثل هذا القول وأتطاول وأكابر بهذا الأسلوب والحجة قصيدة مصحفة يا سعد" أقول: لقد أخذت النقاش العلمي إلى منزلق الجدل العقيم بعد أن تجاهلت الأدلة العلمية في الكتاب ثم وضحناها لك في الردود السابقة وها أنت اليوم تكرر كلامك عاجزاً عن تفنيد الأدلة ولا تبيين وجهة نظر علمية، ثم أن الحق أبلج فلماذا تستحي منه طالما هدفنا البحث عن الحقيقة!! وكلام الباحثين ليس وحياً منزلاً قال الإمام مالك (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر -يعني محمداً صلى الله عليه وسلم) وسأتجاوز عن كل كلام إنشائي حاولت به أن تصرف الموضوع عن وجهته وتوهم القارئ أن أي رأي يخالف ابن خميس (رحمه الله) هو استنقاص من قدره وليكن في علمك أن ما جاء في كتابي نشر في مقالات منذ مارس 2007م وفي حياة ابن خميس ولو أن له اعتراض لعقب على ذلك ولكن العلماء الأجلاء وهو من خيرتهم لا يعترضون من أجل الاعتراض ما لم يجدوا الحجة والدليل. وليس أنت من يتحدث بفهم ابن خميس (رحمه الله). يقول راشد"وأما الخلاوي فالدلائل تشير إلى أنه عاش ما بين 1030ه - 1130ه والله أعلم، خاصة أنه معمر كما تواتر عند العامة"أ.ه أقول:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"أين الأدلة العلمية؟!وعلى ماذا بنيت هذا الاستنتاج ؟!فلا نقبل منك أن تسوق لنا كلاماً بني على الظن والتخيل في نقاش يفترض أن يكون علمياً يرتكز على الدليل والحجة ولم تأت بجديد غير تكرار ما اعتقدته وقلت به في مقالك السابق! يقول راشد:".. خفاجيةٍ وأسرارها عامرية وجا طيب الأنساب من كل جانب فقد فسّر المؤلف أن الشاعر يقصد بهذا البيت أن والدة محمد الربيعي من قبيلة خفاجة وهو قول غير صحيح، أراد به الكاتب أن يبعد الانتساب الخفاجي العامري عن محمد الربيعي .. مع أن كتب التاريخ في القرون الإسلامية الوسيطة تنسب محمد بن حيار وأهل بيته إلى آل فضل، أو يقال لواحدهم الفضلي، أما نسبتهم إلى ربيعة بقولهم الربيعي فلم أجد من ذكر هذه النسبة.." أقول ما زلت تثبت انحيازك لأقوال الآخرين دون فحص أو تدقيق وكيف وأنت شاعر يفوت عليك البيت السابق لهذا البيت!! من أول جنح الليل ما علقت به شريق الضحى عند المخاض الكواعب خفاجية ٍ وأسرارها عامرية وجا طيّب الأنساب من كل جانب فشاعرنا الخلاوي في مدحه لمحمد الربيعي يذكر أن أمه وضعته ليلاً (وتلك في ثقافتهم ميزة) ولم تكن ولادته وقت الضحى وهي (أي والدته) من خفاجة بني عامر وبالتالي جاء هذا الوليد أصيلا طيب النسب من جهة الأب ومن جهة الأم . أما انتساب محمد بن حيار إلى الربيعي فإن ربيعة بن حازم أمير طي في النصف الأخير من القرن الخامس ومن بعده أبناؤه فضل ومرا واستمرت الإمرة في فروعهم وقد اشتهر الجميع بانتسابهم إلى ربيعة عند المؤرخين كالحمداني وابن فضل الله وابن خلدون والقلقشندي فيطلق عليهم آل ربيعة وان فيهم إمرة عرب الشام ثم يفصلون في ذلك، ومحمد(نعير) هو ابن حيار بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة، ثم أنه إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر جاز أن ينسب إلى الجميع فيقال محمد الفضلي ومحمد الربيعي، بل إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل. يقول راشد" ابن خميس حدد نوعية البندق وقال: (الفتيل)... وقال الزميل سعد في معرض رده بالحلقة الثانية.. لم يرد في شعر الخلاوي ما يدل على أنه استخدم البندق في الصيد.. وأقول للزميل سعد.. التواتر حجة عند الرواة لذلك اعتمدها ابن خميس.."أ.ه. أقول:أن التواتر لا يقف أمام الأدلة العلمية ومن ذلك: 1-أن الخلاوي في شعره لم يذكر البندق ولم يذكر نوعيتها أو استخدامه لها. 2-أن الخلاوي استخدم في الصيد أساليب بدائية كالفخوخ وكلاب الصيد ونص على ذلك في شعره: حبايلي صادت عنودٍ من المها رباعية ٍمن سايلات المدامع وقوله: وصخا لي بنمرا زينة لقوف دربه مخالب بنانيها من الدم خاضب 3-أنه لا يتصور من عاقل أن يحفظ لسنوات طويلة سلاحاً يعد نادراً في وقته في ما يعتبر مورداً مائياً. يقول راشد" لو لم يكن المقصود سيطرة الأتراك لكان من الأجدر أن يقول: جلوسٍ على بيبانها حافظينها من «الفرس» عد ما يفتلون الشوارب"أ.ه. أقول وما وجه جدارة أن يقول الفرس؟!أم أنت تعارض للمعارضة فقط وبرأيك هل هذا سبب علمي مقنع؟! فالصحيح أن لا تفترد البيت عن سياق الأبيات التي قبله فمعنى البيت لا يدل على تقرير للنفوذ التركي في الجزيرة العربية وإنما يدخل في السياق المعنوي للأبيات السابقة له فالخلاوي بعد امتلاكه (فهدة الصيد) ووصف كثرة ما صاد بها أصابه الزهو والإعجاب بما ملك حتى تخيل نفسه وكأنه أصبح يملك مدينة وحرسها من شجعان الترك: ومن البجح بي والعصا قد خضبته وظليت طربٍ عقب ما نيب تاعب وبقيت كني حاويٍ لي مدينة عليها الدول فوق الدروب المهايب جلوس على بيبانها حافظينها من الترك عدما يفتلون الشوارب (يتبع)