تكلمنا الأسبوع الماضي عن موضوع (آهات الشعراء) وهذا اليوم نختتمه، فقد وضّحت لنا العديد من القصائد آهات الشعراء والحزن الأليم.. فكثير من هذه الآهات تمكن في الوجد والحنين للمحبوب، كبوح محمد سعد الجنوبي الذي أظهر تمكنه وقدرته الشعرية، وجمال وصفه لحاله وآهاته من خلال قصيدة جميلة ورائعة منها هذه الأبيات: قال الجنوبي آه .. وا عزتالي الناس لاموني ولاهم بدارين موهوب دارينٍ عن اللي جارالي اللي يلومون الجنوبي مجانين اسهر طوال الليل جالس لحالي والدمع في خدي مسوي نياشين على اللذي فالنوم لامن طرالي قمت ازعج الونّات والناس ممسين ومن الشعراء من تصيبه الهموم والأحزان كما حدث ل محمد أبو دباس من أشعراء سدير من بلدة العودة فقد ضاقت به الدنيا عند رحيل ابنه دباس طلباً للرزق، وعندما طالت غربة ابنه أكثر من ثماني سنوات عانى خلالها والده الكثير من تصرفات قومه بالأقوال والأفعال وأوقفوا الماء عن مزرعته فأنشد قصيدته الشهيرة المليئة بالآهات ومنها قوله: يا ونةٍ ونيتها من خوى الراس من لاهبٍ بالكبد مثل السعيره ونين من رجله غدت تقل مقواس ويون تالي الليل يشكي الجبيره ويا حمس قلبي حمس بنٍ بحماس ويا هشم حالي همها بالنجيره وعندما يتوقف هؤلاء الشعراء عند هذه المواقف المؤلمة والحزينة فإنهم يكتبون عن آهاتهم وأحزانهم وجروحهم أجمل العبارات، ويرسمون لنا أروع الصور الشعرية: آه من جرحٍ سطى بأقصى الضمير حيّر الدكتور ما حصّل دواه الدوى موجود مع ظبيٍ صغير اسأل المعبود يجمعني معاه صابني بالحب وخلاني حسير من نظرني قال هذا وش بلاه والآهات التي تصدر من أعماق الخافق تثير الأحزان والشجون داخل الإنسان.. خاصة عندما يترك عنان الخيال لنفسه يجول في آفاق الذكريات والحنين لكل ما يستحق الحُبَّ، والآهة، والوجد، والشوق. قبل النهاية للشاعر علي محمد القحطاني: لو خيالي في مشاهدها ينوب كان ما تعدمني الذكرى عدم لكن المكتوب ما منه هروب تسبق الآهات ونّات النّدم ينهدم حبٍ تعمره القلوب إلاحب الدار عمره ما انهدم