أبو دباس.. شاعر "معروف مجهول" عرفه الناس من خلال قصيدة واحدة له تناقلتها ألسن الرواة وحفظها الكثيرون إلا أن شاعرها طواه النسيان وبقي مجهولاً.. فمنهم من يقول إن اسمه "محمد" وآخرون يقولون إن اسمه "راشد" وهكذا بقي شاعرنا معروفاً بكنيته "أبو دباس" مجهولاً اسمه وسبب معرفة الناس له بكنيته "أبو دباس" راجع لأنه أرسل قصيدته المشهورة إلى ولده "دباس" حينما رحل عنه وغاب طويلاً حوالي ثمان سنوات انقطعت فيها أخباره حسب ما ذكره الوالد بقصيدته المشهورة تلك. المعروف عنه أنه من أهل نجد ولم تحدد بالضبط مدينته أو بلدته وقد تغرب عنه ولده وعمل "بالبصرة" وسأل الوالد عن ولده كثيراً حتى عثر على من يعرف مكانه فأرسل له القصيدة يستعجل حضوره بسبب ما حل به من كروب بعد سفر ولده الذي كان يشد عضده ولولا إثبات اسم "دباس" في أبيات القصيدة لذهبت كما ذهب اسم صاحبها.. والمتمعن بالقصيدة يلاحظ أنها لا تأتي من فراغ أبداً فشاعرها بالتأكيد شاعر متمكن وليس من المعقول أن تكون قصيدته تلك يتيمة ولكن كما قلنا ركز الرواة على القصيدة ومضمونها وأغفلوا الشاعر وترجمته ومن القصيدة هذه الأبيات: يا ونة ونيتها من خوا الراس من واهج بالكبد مثل السعيره ونين من رجله غدت تقل مقواس يون تالي الليل يشكي الجبيره ويا حمس قلبي حمس بنٍ بمحماس ويا هشم حالي حشمها بالنجيره ويا وجد حالي يا ملا وجد غراس يوم أثمرت وأشفا صفا عنه بيره على ثمر قلبي سرى هجعة الناس متنحرٍ دربِ عسا فيه خيره الله يفكه من بلا سو الأتعاس ومن شر عبثات الليالي يجيره في ديرةٍ تقطعت عنه الأرماس سبعين يومٍ للركايب مسيره لا والله إلا حال من دونه الياس حط البحر والبر دون الجزيرة يا الله يا اللي رد من عقب الأياس يوسف على يعقوب وأبصر نظيره ترجع عليّ دباس يا محصي الناس يا عالمٍ بالخافيه والسريره @ المصدر: الموسوعة النبطية لطلال السعيد