مدخل للشاعر ضيدان بن قضعان: يا وجودي كل ما هب نسناس الشمال وجد من حدّه زمانه على اللي ما يبيه ويا وجودي كل ما أغفيت ثم مال الظلال لا غفت عيني .. ولا ذقت شيٍ مشتهيه وجد من قفّا وهو في رجا كلمة تعال والتفت من عقب ما أقفا ولحدن لدّ فيه ويا عذابي لادنا الليل من روس الجبال وانتهى يومٍ من العمر ما عاد ارتجيه كم يشعر الإنسان بالمتاعب، وكم يحس بأحاسيس مؤلمة، وآهات باكية، فتفيض العيون بالدموع، والقلوب بالوجد والحنين.. فالوجد من أقوى المشاعر التي تنبض بها القلوب اتجاه من لهم منزله رفيعة، ومحبة عظيمة في قلوبنا. ومشاعر الوجد تنبع من أعماق القلب المحب لمن نفتقدهم، أو عندما نرجو تحقيق حلم يصعب مناله، وكثيراً ما نقرأ عن الوجد في قصائد الشعراء فنجد أن الوجد من أجمل الأشعار، والصور البليغة، والتعبير الصادق عن هموم وأحزان امتزجت بمشاعر الرجاء والأمل بين الحنايا كقول الشاعر غريب بن عمر الشمري : واوجودي وجد من ورد القليب في سموم القيض والناس عطشى شد من زعرات ذوده له نجيب ومسّت الأمحاص وانفك الرشى يا نسيم الروض وأكبر النصيب يوم أشوف السيل لركونك غشى يوم ذاك العام بك غروٍ لبيب شافني وأضفى غشاته واختشى وما أصعب الرحيل على العاشق الذي فارق المحبوب، فلا يملك في مثل هذا الموقف غير التوجّد والحسرة والأسى على فراق محبوبه الذي كان رحيله سبباً في رحيله عن الحياة: ألا واوجودي وجد من قيل يا مرحوم توفى لعلّه عقب دنياه بالجنّه على جادلٍ شدوا هله مع رحيل اليوم ولا ينزلون إلا على بارق الكنّه ودائماً يكون الوجد مرتبطاً بالحنين والدموع والشوق، فهو مصدر الآهات والحزن في قلوب الشعراء، وعندما يتوجد الشاعر المتمكن تجود قريحته الشعرية بأجمل الكلمات وأعذب المفردات وأحلى القوافي كقول الشاعر فهيد المجماج بعدما شاهد رحيل الأحباب: لا والله إلا شدوا البدو نجاع كل هدم مبناه وارتد زمله وأهل الحنى دنو لهن كل مطواع وكل اشقحٍ محلا فديده ورمله غدا لهم فوق الرفيعه تمزاع واللي بغا دربٍ عزل وانقسم له اقفوا ودمع العين مع ناظري فاع وراعي المحبه فرّق الله شمله وفي تساؤل جميل عن سر الغياب، ومعاناة تجبر الحروف على البوح العذب، أجد قصيدة رائعة للشاعر عبدالله العضيّاني فيها من الإبداع والحنين الشيء الكثير أختار منها قوله: وين أنت ياللي غايبٍ لك زمانين؟ توّي دريت إن أزرق الدمع فضّاح الدمع هل .. وبان سر المحبين يوم أنسكب منّي على الخد جرّاح تعال واجبر خاطرٍ ضاق يا زين ترى الجفاء .. والصد يا زين ذبّاح الشوق كايد .. والمشاعر عناوين وعزّتي للي له الشوق يجتاح ليش الجفاء والهجر يا كاحل العين؟ سدي بعد غيبتك يا صاحبي باح "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" فالوجد كثير في قلوب الكثيرين، وسيظل تعبيرا عن الرجاء والأسى والحنين نجده في بعض القصائد، وعندما يكون صادقا ونابعا من الأعماق يكون صورة من صور الإبداع، وعندما نعيش مع الشعراء والشاعرات الذين تحدثوا عن الوجد في أشعارهم الجميلة والمتميزة نسعد بروعة التعبير، وحلاوة الحرف، وجمال الإحساس. قبل النهاية للشاعرة السعودية نجدية: يشتاق لك بالحيل قلبٍ تمناك قلبٍ تعشّق فيك كامل وصوفك قلبٍ يشع من الفرح لين لا قاك وليلٍ تلاقت مع ظروفه ظروفك ما ظني أصبر يا حبيبي بلياك من غير ما تملس يديني كفوفك