استهلت أسعار النفط عام 2014م بمستويات منخفضة تعد الاقل على مدى العشرين شهرا الماضية بسبب تراجع الطلب على النفط من الاسواق الآسيوية التي تمر في حالة تباطؤ في الاداء على جميع مسارات القطاعات الصناعية والاقتصادية، كما عزز من هبوط أسعار النفط في التداولات الالكترونية لليوم الثاني من العام الحالي تقهقر الاستهلاك في الولاياتالمتحدةالامريكية أكبر الاقتصاديات العالمية، نتيجة الى تدني حركة السيولة في النشاطات التجارية على الرغم من تماسك قيمة الدولار أمام العملات العالمية. ويرجع معظم المحللين الماليين هذا التراجع في أسعار النفط الى تدفق كميات كبيرة من النفط في ظل ارتفاع إنتاج ليبيا والعراق وعودة إيران الى السوق بعد رفع الحظر جزئيا وتهافت عدد من الشركات النفطية الى إيران للاستفادة من الفرص المتاحة في مجال إنتاج النفط الخام. كما ان إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدةالامريكية ساهم في ارتفاع الاحتياطيات الاستراتيجية حيث ارتفعت احتياطيات المواد البترولية المكررة بما في ذلك وقود التدفئة والديزل بمقدار 5.04 ملايين برميل لتصل الى 119.1 مليون برميل، فيما ارتفعت احتياطيات الجازولين بمقدار 844 الف برميل الى 220.7 مليون برميل، وتراجع مستوى الاستهلاك بنسبة 7.2% رغم هبوط إمدادات النفط الخام القادم من مصافي خليج المكسيك. وقد خسرت أسعار برنت في نهاية التداولات الالكترونية حوالي 89 سنتا لتستقر عند 106.89 دولارات للبرميل، بينما هبط سعر وست تكساس في أسواق اكلاهوما بمقدار 1.48 سنت الى 93.96 دولاراً للبرميل وسط ضعف شديد في ابرام صفقات العقود الآجلة في ظل الضبابية التي تحيق بمستقبل الاسعار للايام القادمة. وساهمت العواصف الثلجية التي تضرب عدداً من الولاياتالامريكية في تعزيز أسعار الغاز الطبيعي الذي يعد الأفضل لدى المستهلكين لتبقى أسعاره تتراوح قرب 4.3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. تراجع أسعار النفط الى مستويات تقل عن 100 دولار للبرميل أوجد حالة من القلق لدى منتجي النفط الصخري إذ إن استمرار الاسعار بمستويات تقل عن 100 دولار للبرميل سيقلل من ربحية هذ النوع من الوقود ويهدد مستقبل إنتاجه.