هنا.. نعم قفز من ظهر الجمل.. إلى مقعد السيارة.. من تجمّع طفيف في المسجد أمام «مطوّع» واحد ينصح أكثر مما هو يعطي علوماً.. إلى تعدد التخصصات في الجامعات.. من فردية «الوسادة» إلى خصوصية السرير وغرفة النوم.. من عائد سنوي في المال محدود العدد والقدرة إلى تعدّد فرص عمل له تخصصات فتحت آفاق الوصول إلى جزالة العائد المادي وتنوّع مصادره.. نعم مسافة قصيرة بين ماضي مجتمعنا الأقرب إلى البادية، وحاضره الأقرب إلى المجتمعات الحضارية والعلمية والاقتصادية، بجهود ليست بالسهلة.. وتنوّعات تعليم ليست بالبسيطة.. وما هو أهم أن سنوات الخلافات العربية.. بدءاً بغرور المراحل الثورية قبل ستين عاماً تقريباً ثم مروراً بأنماط الصراعات غير المعقولة.. لا أحد يستطيع القول بأن بلادنا كانت مناصرة لدولة كذا ضد دولة كذا.. أبداً.. أيضاً رغم تنوّع الوسائل العربية الثورية من جهة والمسلطة بإيعاز أجنبي فإنه لم يحدث أن أصبحت بلادنا طرف صراع بين الهويات العربية.. كانت لديهم الجامعات قبل مئة عام على الأقل ولم تكن لدينا المدارس الثانوية.. وما هو لديهم وليس لدينا كثير للغاية.. نوعية المساكن.. حجم المصدر المالي للفرد أو الأسرة.. معرفة واقع الحضارات المعاصرة.. نوعية التدخل في كسب جديد للقدرات العلمية.. ومع ذلك فمن كان متأخراً آنذاك.. هو الأكثر الآن تطوراً واستقراراً وثراءً في هذا العصر.. وبما سبق فإن بث المؤثرات الصحفية.. ورقية مجهولة النوعية والأساس.. وأخرى متعددة غير ورقية وهي أيضاً سخافة أكثر مما هي صحافة.. إنك تجد في كل ذلك خصوصية هجوم وادعاءات ضد بلد التقدم والاستقرار.. بلدنا.. ويندر أن تجد دولة عربية توجّه لها أفكار شكوك.. أفكار محاولات تأثير على واقع الدولة البعيدة جداً عن مساوئ ما هو مستوطن لعالم العرب.. الدول المتعددة الخصومات لا تواجه بحقائق ما هي فيه، بينما الدولة السعودية البعيدة تماماً عمّا هم فيه نجدها المستهدفة بالتشكيك ومحاولات نشر معلومات وما يدعى أنه دراسات، كما لو كنا في واقع قلق الآخرين.. عجيب جداً عدد ما يحاولون ترويجه من شبهات رأي وأكاذيب ادعاءات، لكن من هو عاقل لن يستغرب ذلك.. لأن انفرادنا باستقرار خسره غيرنا، وتطوّر انفردنا به.. هما واقع السلوك الأسوأ عندهم..