في عدد يوم أمس تم نشر خبر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلقى اتصالاً هاتفياً من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وقيل عن الخبر إنه تم أثناء المحادثة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.. يوم الجمعة الماضي نُشر - إعلامياً - تصريح لوزيرة التجارة الفرنسية بأن المملكة العربية السعودية قطب استقرار.. يهمنا التمييز بالاستقرار وسط عالم عربي أصبح يفتقد الاستقرار تماماً.. ثم يستمر الخبر قائلاً في مواصلة تصريح الوزيرة الفرنسية بأن المملكة هي موقع الكفاءات الاستثمارية.. وقبل بضعة أيام نشرت الصحف أيضاً تصريحاً لرئيس الوفد الإيراني للحج مشيداً فيه بجزالة إدارة المملكة لمطلوبات الأمن والاستقرار لكل الحجاج.. ثم أخيراً يوم أمس يأتي بيان مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. الرجل المعروف بكل شواهد تعدد الكفاءة.. يأتي في البيان تأكيد على أن العلاقات التاريخية بين المملكة وأمريكا تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة والحرص بمعالجة القضايا الإقليمية والدولية خدمة للأمن والسلم الدوليين.. هذه الصفات والاعتراف بجزالة الحضور السعودي اقتصادياً وسياسياً هي في الواقع انفراد خاص بنا أمنياً واقتصادياً وحضارياً وسط عالم عربي مليء بالخصومات والمخاطر.. نحن نعرف وعبر الأعوام الماضية القريبة أن الملك عبدالله - حفظه الله - قدم لجميع الدول حقائق نزاهة لم نكن نحن فيها بين خلافات واقتتال المتصارعين في عالم عربي عرفنا عبر أعوام لم تكن بعيدة كثيراً.. ربما خلال ما قبل ستين عاماً وحتى ما هو قبل عشر سنوات تقريباً في واقع عالمنا العربي.. كان ذلك الماضي توجد فيه الخلافات بين من هو صديق لشرق أو صديق لغرب، والحقيقة وقتها لم يكن هناك في الغرب من يهتم بإصلاح عربي.. ونفس الشيء بالنسبة للشرق.. العرب وحدهم كانوا يحاصرون بعضهم عبر ما هو فيه من انتماء لغيرهم.. بعد ذلك وخلال سنوات قريبة نشأ أسلوب جديد من الخلافات.. لم يعد يأتي من ظل وجود دولة أجنبية، حيث لم يبق هناك أي ظل، وإنما تفاقمت الخصومات الداخلية لتحتل الدرجة الأولى في التواجد بين الدول العربية، بل ما هو أسوأ هو وجود الصراعات داخل الدولة الواحدة.. انظر إلى كذا دولة حالياً وستجد الشواهد صارخة.. الرجل التاريخي الملك عبدالله تمكنت عبقريته القيادية وقناعاته الشخصية بضرورة السرعة في الانطلاق نحو عضوية دولية مرموقة بعيداً عن أي خصومات، ولم يكن الأمر في هذا المجال يحتاج إلى إعلان رأي حول ذلك.. ولكنه أطلق قدرات التميز الاقتصادية لنعبر خلالها إلى زمالات دولية.. أطلق تعدد التخصصات ومتجهات العلوم والثقافات لتكون بلادنا في حقائق هذا الثناء الدولي المتعدد المنطلقات..