من السهل أن تفتتح جامعة.. لكن ليس بحجم جامعة الأميرة نورة.. وأن يؤكد وجود ابتعاث تعليمي.. لكن ليس بعدد الانتشار القائم.. وأن توجد مناطق انطلاق للحد من وحشية البطالة التي تفتك بالعالم الثالث والعروبة الاجتماعية بخصوصية أكثر.. أيضاً الحد من صعوبات ملكية السكن.. هذه كعناوين من السهل أن تقرأها لكن ما لم تتابع نوعية انتشارها، وحجم الاهتمام بها، فإنك لا تصل إلى حقائق عمق أهمياتها.. نوعية تلك الإمكانيات.. كثيرون يتساءلون أحياناً: لماذا بلايين - برقم كذا - تُرصد لتطوير مرفق تعليم، أو مواصلات، أو شؤون اجتماعية، أو مشاريع مستقبل؟.. أعرف أننا حين نقرأ أخبار الدول الأخرى.. وبالذات عربياً.. فإننا لن نجد هذه الأرقام الكبيرة.. ليس الآن.. لكن منذ سنوات طويلة.. بل ويثير السخرية أن بعض الدول العربية تكرر أرقامها على أنها منطلقات نقل تطويري لسنوات يتم تحديدها، لكن ما يحدث هو أن السنين تمر ولم يتحرك من تراكمات التخلف أي شيء.. هنا.. في بلادنا نمارس سرعة مذهلة في التطوير المتعدد.. وبالتالي فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنما يفتح منطلقات تأسيس جديدة لواقع وجود حضاري ليس من السهل أن توفر.. حتى بداياته.. ما لم تكن هناك رؤية قيادية واعية لاختصار الزمن بمضاعفة التكلفة، خصوصاً وأنها تكلفة ليست محدودة المكاسب، فما يوفر لدراسة ألف طالب أو طالبة يختلف كثيراً عما يوفر لدراسة ستين طالباً أو طالبة.. ما يقال عن التصنيع لا يتوقف عند الحد القديم الخاص بمناسبات بيع البترول صعوداً أو انخفاضاً ولكنه تأهيل عملي لتنوع قدرات التقنية.. عرضت «الرياض» في عدد أمس أربع صفحات تغطية في داخل العدد عن افتتاح بطل الريادة التاريخية الملك عبدالله لجامعة الأميرة نورة في احتفال تاريخي.. لكنه أيضاً حدث تاريخي، فالأمر لا يخص ما كنت وجيلي نجده من تعامل تعليمي في جامعة الملك سعود بالملز، ولكنه يعني.. ليس تحفيزاً فقط.. ولكن تأهيل مئات الآلاف من الشباب والشابات كي يكون جيلنا القادم.. أبناء المتوسطات والثانويات اليوم.. هم مَنْ سيتوزعون بالتأهيل العلمي في مختلف المجالات لتحويل مجتمعنا كفاءة قدرات وثقافات إلى عالم البروز التقني والاقتصادي رجالاً ونساء.. الأمر الذي يحتم علينا أن نكرر عبارات التقدير والإكبار للرجل التاريخي الأفكار وتعدد منطلقات التطوير.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. جانب إيضاحي قريب مما سبق.. أمس تشرفت مع بعض الزملاء بالاجتماع الحواري مع العاملين في برنامج السعودية أكسفورد للقيادات التربوية، وهو منطلق فرعي من قبل وزارة التربية والتعليم من خلال مشروع الملك عبدالله المتعدد لتطوير منطلقات المعرفة.. كان حضور السيدات مقارباً لنصف الموجودين، وكن جميعاً مؤهلات مواقع عمل قيادية.. وتحدثنا وكذا رجال البرنامج.. وهم زملاء أفاضل.. جعلونا نحن الصحفيين، الأقرب إلى كل حدث تطويري، نفاجأ بمعلومات متعددة وجديدة عن حجم تكريس القدرات البشرية المؤهلة دفعاً بالتعليم إلى تعدد ورحابة وجوانب علمية أوسع..