كرة القدم السعودية تتمتع بمواهب جيدة في اللعبة يندر أن تجد مثلها في دول الجوار وحتى في القارة، بل أن اللاعبين السعوديين قارعوا نجوم كرة القدم في العالم وتمايزوا معهم عند اللقاءات التي جمعتهم في المسابقات العالمية للمراحل السنية المختلفة دون مرحلة الكبار للمنتخبات الوطنية ، ومن البطولات العالمية التي شاركت بها فرقنا الوطنية لكرة القدم وكانت ندا قويا للاعبين أصبحوا نجوما لامعة في سماء الكرة العالمية فيما بطولة كأس العالم للشباب 1993م ، وكأس العالم للشباب 2011م، ولكن لاعبينا توقفوا عند حد هذه المشاركات بالمستويات المميزة، وتزداد هذه المشكلة سوءا عندما يخفت التوهج ويتردى العطاء في بدايات مرحلة الفريق الأول (مرحلة الشلل الكروي كما اسميها)، وينعدم التطوير للمهارات الفردية وتغفل تنمية بعض القصور في جوانب فنية أخرى، مع استثناء موهوب كرة القدم السعودية الأول وظاهرة المهارة والمتعة يوسف الثنيان. الثنيان فنجد أن لاعبا موهوبا يمتاز في المراوغة ويفتقد حسن التمرير، وآخر يجيد التمرير المتقن وصناعة الهدف للمهاجمين لكنه متواضع في المراوغة والجري بالكرة ، وثالثا يمتلك قدما قوية في التسديد إلا أنه لا يتقن لعب الكرات الثابتة ، وهداف بارع بالضربات الرأسية تقف عنده الكرات الأرضية ويفتقدها بسهولة، وكذلك لحراس المرمى فنرى البعض منهم بقدرة عالية على التصدي للكرات الانفرادية بينما هو ضعيف في التصدي للكرات الهوائية وغير ذلك. رونالدو فنرى أن اللاعب السعودي الموهوب لا يكاد يحافظ على مقدراته التكنيكية الجيدة والتي تنخفض خلال سنواته الكروية ، ولم نشاهد أي إضافات فنية على أدائه، فلم نجد لاعبا مراوغا أصبح متخصصا في لعب الكرات الثابت أو ممر بارعا للكرات الخطرة للمهاجمين ولم نشاهد مدافعا تطور في لعب الكرات الطويلة المتقنة وهكذا. وعند النظر في مواهب كرة القدم العالمية نلاحظ أنها تستمر في موهبتها المهارية وتطورها وتعمل على عمل الإضافات التكنيكية الأخرى التي تكون متواضعة وقد تكون غائبة كليا. والأمثلة على ذلك في كرة القدم كثيرة وخلال العقد الأخير ومنها رونالدينو وكرستيانو رونالدو وميسي لاعبو المتعة في مهارة المراوغة إضافة إلى فان بيرسي وواين روني و سواري الأقل قدرة في مهارة المراوغة ، جميع هؤلاء استمروا في عطائهم وموهبتهم و طوروا من أدائهم وتحسنوا كثيرا في مهارات أخرى كلعب الكرات الثابتة وصناعة اللعب والسرعة والضربات الرأسية ، وحراسة المرمى عرفتنا على عدة مواهب في المركز وصلت لأعلى المستويات مع تقدم الخبرات أبرزهم هوجو لوريس في توتنهام الانجليزي ومانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ و لمانشستر ستي جو هارت. وأشير إلى أن المهارة الفطرية للموهبة في تكنيك معين ستظل الأعلى حتى مع تنمية وتطوير باقي الجوانب التكنيكية لللاعب وهي ما تميزه عن نظرائه الموهوبين، وهذا لا يعني الاكتفاء بما يمتلكه اللاعب من مهارات فطرية شكلت موهبته بل يجب العمل والتدريب للإضافة الفنية . المسألة ليست معضلة يصعب حلها، كل ما في الأمر تثقيف نظري وتطبيق عملي وتوجيه مباشر مستمر من المسؤولين الإداريين والفنيين للاعبين والحرص على التنفيذ في ميدان العمل للطاقم ككل، كما يجب وضع معايير فنية دقيقة للجوانب الفنية ووضع برامج للتقويم والتطوير ولتكن إجبارية بحصص تدريبية إضافية يحاسب عليها المقصرون لترتقي نوعية العمل الفني .