مهاجم يحرز 85 هدفا في عام واحد ( 12 شهر) ... هل تتخيلون صعوبة هذا الرقم !! الموسم الرياضي يتخلله على الأقل شهران لا يلعب اللاعب فيهما الكرة وهي فترة الراحة بين موسم وآخر ولذا تصبح المدة الفعلية للعام الواحد هي 10 أشهر فقط أي 300 يوم ومهما بلغ أزدحام الموسم فان اللاعب سيلعب مباراة كل 4- 5 أيام أي أن أقصى عدد من المباريات يمكن أن يلعبها اللاعب في عام هو 60 - 65 مباراة . وبالتالي 85 هدف في 65 مباراة هو رقم أعجازي يصعب تحقيقة ولذا عندما نجح جيرد مولر الالماني لاعب بايرن ميونيخ بتحقيق هذا الرقم في العام 1972 ظن الجميع أن هذا الحدث أستثنائي ولا يمكن تكراره خاصة وأن موللر كان هدافا يصعب تكراره فقد لقب بالثعلب وقيل عنه أنه أكسل وأغبى لاعب كرة خارج الصندوق وأنشطهم وأذكاهم داخل الصندوق أي أنه هداف بالفطرة لا يجد نفسه الا داخل الصندوق فتتفجر ابداعاته هناك . جيرد موللر لاعب له انجازات كبيره فهو أيضا كان يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نهائيات كاس العالم (14 هدفا) حقق هذه الرقم عام 1974 وأحتفظ به كرقم قياسي الى عام 2006 عندما كسره البرازيلي الفذ رونالدو ( 15 هدف) كما كان جيرد موللر يحتفظ بالرقم القياسي من الاهداف المسجلة في موسم واحد حيث سجل 67 هدفا في موسم 1972 الى أن كسره الظاهرة ميسي في الموسم الماضي وسجل 72 هدفا ... وجيرد موللر شارك مع بلاده في تحقيق كاس العالم 1974 وحقق لقب هداف كاس العالم 1970 ( 10 أهداف ) وحقق مع بلاده كاس الأمم الاوربيه 1972 وشارك في انجازات لا تحصي ولا تعد مع ناديه بايرن ميونييخ .. أعتزل جيرد موللر الكرة في بداية الثمانينات وعندما شاهد ماردونا في عز تألقه 1986 صرح ضاحكا ( بعد أن شاهدت ماردونا أيقنت بأنني لم أكن أجيد لعب كرة القدم ) تخيلوا لاعب بكل هذا التاريخ وهذه الأنجازات يؤثر على نفسه ويتواضع ليمدح ماردونا ويعطيه حقه كاملا . جيرد موللر عمره الآن 67 عاما وهو يعاني من أمراض الشيخوخة ومنها الزهايمر ولذا لم يؤخذ رأيه في أسطورة كرة القدم الحديثة ميسي ولو كان بكامل قواه العقلية أتوقع أنه كان سيصرح بنفس الحس الفكاهي التهكمي بأنه عندما شاهد ميسي أيقن أن ساحر الأرجنتين السابق ماردونا كان لا يجيد لعب كرة القدم . ميسي هذا البرغوت الأرجنتيني ينطلق كالأعصار لتحطيم كل الأرقام وهو مازال صغيرا وأمامه سنوات طوال ليواصل صنع المعجزات .. ال 85 هدفا لم تكن عصية على ميسي فقد كسرها وتجاوزها بمنتهى السهولة وهو الذي لا يصنف كرأس حربة صريح .. وميسي خارج الصندوق أو داخله يمثل كابوسا للمنافسين.. مراوغا ممررا مسددا مموها مسرعا واقفا متمركزا راقدا جالسا الخطر مستمر ومحدق بهم ويصعب ايقافه.. ميسي هو اللاعب الوحيد في العالم الذي تحتاج الى أن تعاد لك اللقطة بالتصوير البطيء لتعلم مالذي فعله وكيف أحرز الهدف .. نرى زحمة وصراع وركض ثم الكرة داخل الشباك وعند الأعادة بالسرعة البطيئة نرى عجبا وتقنية عالية في الاستلام والتمويه والمرور وتحويل الكرة من قدم لأخرى والتسديد في الزاوية وكل ذلك لا يتعدى ثواني قليلة .. ميسي هو اللاعب الوحيد على مر التاريخ الذي لا تختلف سرعته في الركض بكرة أو بدونها فهو يركض والكرة تحت أقدامه بنفس السرعة التي يركض بها بدون كرة .... ميسي هو معجزة حقيقية في كرة القدم وأجد لهم العذر عندما يقولون أنه لاعب من كوكب آخر . نقاط تحت السطر :- ما يفعله ميسي في كسر الارقام القياسية هو أمر يستحق المتابعة فهو لا يكسر الارقام التي ظن الجميع انها لن تكسر فقط بل يرفع السقف لحدود الخيال مما يؤكد أن أرقامه الجديدة ستبقى طويلا . تفرد المقالات وتنشر الأخبار ويثار الجدل حول ميسي وأرقامه ويتابع الجمهور والوحيد الغير مهتم بهذا الموضوع هو ميسي نفسه وقد يكون هذا هو أهم أسباب تفوقه . ظل رقم جيرد موللر 40 عاما دون احتجاج من أحد والكل معترف به . وبعد أن كسر ميسي رقم موللر وأحرز هدفه ال 86 في هذا العام مباشرة خرجت الصحف المدريدية تقلل من الأنجاز فمنهم من يقول أن هناك لاعب زامبي في أحراش أفريقيا أحرز أكثر من هذا العدد ومنهم من يقول أن موللر أحرز أهدافه في عدد أقل من المباريات ومنهم من يقول أن بعض أهداف ميسي غير صحيحة .. كنت اعتقد ان هذه العادة عند أعلامنا فقط وياما قللوا من انجازات ماجد . الأعجاز الحقيقي لأسطورة الأساطير بيليه هو أنه أحرز طوال مسيرته الرياضية مع منتخب بلاده والأندية التي لعب لها أكثر من 1200 هدف وهو رقم أعجازي لم يقترب منه أحد حتى الآن. ولكن أهداف بيلية ليست كلها رسمية وما هو رسمي فقط 717 هدف وهو ليس رقما قياسيا ومن يحمل الرقم القياسي في الأهداف الرسمية هو البرازيلي الآخر روماريو ب 730 هدف . قبل ثلاث مواسم فقط كان الرقم القياسي لهداف الليقا الاسبانية هو 34 هدف باسم ميسي وعدد آخر من اللاعبين من بينهم البرازيلي رونالدو الى أن كسر هذا الرقم البرتغالي كريستيان رونالدو الموسم قبل الماضي ب 40 هدف ثم يعود ميسي ليكسر رقم كريستيان رونالدو الموسم الماضي ب 50 هدف . مسعود اوزيل التركي يشبه ميسي كثيرا في أدائه مع أختلاف السرعات فما ينجزه ميسي في جزء من الثانيه يحتاج اوزيل لعدة ثواني لأنجازه ... اوزيل لاعب موهوب ولكن يغلب عليه طابعنا العربي وهو التراخي وعدم الجدية . كل العقلاء يقولون أن كريستيانو رونالدو لاعب غير محظوظ لأنه أتى في زمن ميسي .. لو جاء كريستيان رونالدو في زمن آخر لحقق الأفضلية دون منازع . في الثلاث مواسم الأخيرة وهذا الموسم ( 3 مواسم ونصف ) احرز ميسي في بطولة الدوري مع برشلونة 138 هدف بالتمام والكمال وهو رقم عجز عن تحقيقه كل اللاعبين السعودين طوال فترة لعبهم في مواسم عديدة منذ انشاء الدوري السعودي بأستثناء ماجد عبدالله 189 هدف في 20 موسم . أقرب لاعب يأتي بعد ماجد عبدالله في الدوري السعودي هو ناصر الشمراني ب 107 هدف في عشر مواسم . ما ينقص ميسي ليصبح أفضل لاعب في العالم على مر التاريخ هو الفوز بكاس العالم مع منتخب بلاده ورغم أن هذا يعتبر أنجاز جماعي وليس فردي ولكنه مطالب به لأن معظم العباقرة حققوا كاس العالم مع بلادهم امثال بيلية ماردونا بيكنباور رونالدو وزيدان. بالمناسبة ميسي حقق كاس العالم للشباب مع منتخب بلاده وحقق الميدالية الذهبية مع المنتخب الاولمبي لبلاده و من يدري فقد يحقق ميسي كاس العالم للكبار مع بلاده فمازالت الفرصة أمامه سانحة في 2014 و2018 وحتى 2022 فلاعب موهوب مثله بأمكانه اللعب حتى سن ال 35 . ديستافنو . ماردونا ... ريكلمي .. ميسي من الارجنتين .... بيليه ... زيكو .. روماريو .. رونالدو ... رونالدينو من البرازيل هم خير من ملك الموهبة والفنيات في كرة القدم على مر التاريخ ... يبدو ان للجينات اللاتينية تأثير كبير على موضوع الموهبة الكروية ... أمريكا اللاتينية هي المصدر الاساسي لأنتاج المواهب الكروية . الرمية الأخيرة :- شاهدت هدفا لفهد الغشيان في نهائيات كاس العالم 1994 في مرمى السويد لم يأخذ حقه من الاعلام.. الهدف غاية في الروعة ويوضح أن لهذا اللاعب مهارات بمواصفات عالمية .. سرعة وكنترول ثم تغيير اتجاه فتسديد بقوة بعكس توقع المدافعين وحارس المرمى .. فنيا هدف الغشيان أفضل وأجمل من هدف سعيد العويران في بلجيكا في نفس البطولة والذي لقي رواجا وتصنيفا عالميا من جهات متعددة .