أعربت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الجمعة عن خيبة أملها لأن المحادثات السياسية بين الحكومة والمعارضة في أوكرانيا "كانت على ما يبدو غير مثمرة". وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف في واشنطن " نحن نواصل حث حكومة أوكرانيا على الاستماع إلى أصوات الشعب الأوكراني، الذي تريد غالبيته بوضوح السلام والعدالة ومستقبل أوروبي. هذا يشمل تقديم المسؤولين عن أعمال العنف التي وقعت في 30 نوفمبر إلى العدالة ". وأضافت هارف "من الضروري للغاية أن يتم السماح لاحتجاجات عطلة نهاية الأسبوع أن تمر بسلام. وسنقوم بالتأكيد بمتابعة ما سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة". وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش اجتمع مع زعماء المعارضة الجمعة، للمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية المناوئة للحكومة التي أشعلها قرار الحكومة بعدم توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. غير أن الاجتماع، الذي عقد في قصر الفنون الوطني بكييف، انتهى بعد أكثر من ساعتين ونصف الساعة دون أن يسفر عن أي نتائج ملموسة. ورفض يانوكوفيتش المطالبات باستقالة حكومته، مؤكدا أن هذا يمكن فقط بعد تصويت لسحب الثقة في البرلمان. إلى ذلك دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) القيادة السياسية في أوكرانيا إلى الحفاظ على الحقوق الأساسية الديمقراطية للمواطنين والتخلي عن ممارسة المزيد من "العنف" مع المتظاهرين. وفي مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة السبت، قال أندرس فوج راسموسن الأمين العام للحلف الأطلسي :"أطالب الحكومة الأوكرانية بالحفاظ على الحقوق الأساسية الديمقراطية للمواطنين مثل الحق في حرية التعبير عن الرأي وحرية تنظيم تجمعات". من ناحية أخرى طالب راسموسن روسيا بعدم ممارسة الضغوط على أوكرانيا قائلاً : "من وجهة نظري أنه يجب أن تتمكن أوكرانيا بدون ضغوط من الخارج أن تبت في اختيار الحلف الأمني الذي ترغب في الانضمام إليه". من جانبها اتهمت روسيا الغرب بفقدان الواقعية في الخلاف الأخير بين الجانبين حول توجهات السياسة الخارجية لأوكرانيا. وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي نشرت أمس السبت، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الغرب كان له رد فعل "يفتقر للحياء" على "حدث طبيعي تماما" يتمثل في رفض حكومة كييف التوقيع على اتفاقية شراكة شاملة مع الاتحاد الأوروبي. واتهم الوزير الروسي الاتحاد الأوروبي بأنه يكيل بمكيالين إذ أنه من ناحية يتبنى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة "لكن ما يحتاج إلى توضيح هو كيف يتدخل وزراء خارجية التكتل ومسؤولة العلاقات الخارجية به لمطالبة الشعب الأوكراني بأن يكون اختياره لصالح اتفاقية الشراكة؟". وأعرب لافروف عن اعتقاده بأنه ثمة "يد طولى" هي التي خططت للمظاهرات الحاشدة التي تشهدها البلاد ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، مشيرا إلى أنه يعتزم بحث المسألة الأوكرانية مع نظرائه الأوروبيين بعد غد الاثنين.