يجد الروس والغربيون أنفسهم وجها لوجه في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقدة في كييف في خضم حركة الاحتجاج التي تقوم بها المعارضة وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وأمس تلقت المعارضة الأوكرانية دعما قيما من دول غربية عدة، إضافة إلى ثلاثة رؤساء سابقين لأوكرانيا أيدوا موقف المتظاهرين المؤيدين لأوروبا. ويحتج هؤلاء على تعليق التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي بضغط من روسيا ويطالبون برحيل السلطة. وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والآسيوية فيكتوريا نولاند أن الولاياتالمتحدة تدعم الشعب الأوكراني «الذي يرى مستقبله في أوروبا» وذلك خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. فيما انضم الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لامبرتو زانيير ووزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إلى المتظاهرين في ساحة الاستقلال بوسط كييف الذي يحتله منذ الأحد أكثر من مائة ألف شخص. في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغربيين بتوجيه «رسالة سيئة» إلى الأوكرانيين منددا بتدخلهم في «الشؤون الداخلية الأوكرانية». وقال لافروف أمام الصحافيين إثر اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل إن الحلف يوجه «رسالة سيئة» بإعطاء «رؤية مشوهة للواقع». واعتبر أن قرار يانوكوفيتش العدول عن توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي من «صلاحيات السلطة التنفيذية». من جهة أخرى قال مسؤول أوكراني كبير قريب من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش أنه لا يستبعد مناقشة مسألة الانتخابات المبكرة في مفاوضات تجري مع المعارضة. وقال نائب رئيس الوزراء سيرغي اربوزوف لشبكة قنال 5 التلفزيونية «يجب أن نجري مباحثات وأن نجلس إلى طاولة المفاوضات وأن نتناقش عندما تقدم اقتراحات». فيما يشكك المتظاهرون بهذه التصريحات، معتبرين أنها التفافة على الاحتجاجات. وفي العاصمة لا يزال الآلاف من المتظاهرين يحتلون ساحة الاستقلال، حيث جرى نصب خيم ووضع مواقد جمر للتدفئة من البرد القارس. وكتبت على لافتاتهم «أوكرانيا، هي أوروبا».