انتقدت روسيا اليوم الأربعاء "الأعمال العدوانية" من جانب متظاهرين أوكرانيين ورد الفعل الغربي على الاحتجاجات وقالت إن على الأطراف الخارجية ألاّ تتدخل في شؤون أوكرانيا. وأثار قرار الرئيس فكتور يانوكوفيتش الاسبوع الماضي بالتخلي عن اتفاق للتجارة والتعاون مع الاتحاد الاوروبي لصالح إقامة علاقات أوثق مع روسيا احتجاجات حاشدة استمرت عدة أيام. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل "إنني لا أفهم تماماً مدى الاعمال العدوانية من جانب المعارضة." وقال لافروف ان حكومة أوكرانيا استخدمت حقها السيادي في أن تقرر إن كانت ستصدق على الاتفاقية أم لا. وأضاف "آمل أن يتمكّن السياسيون الأوكرانيون من دفع الموقف الى ساحة (التعبير) السلمي. ندعو الجميع الى عدم التدخل." وكان وزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف الاطلسي ردوا على مشاهد الشرطة الاوكرانية وهي تستخدم الهراوات وقنابل الصوت لتفريق احتجاجات مؤيدة لاوروبا في مطلع الاسبوع باصدار بيان امس الثلاثاء يندد باستخدام "القوة المفرطة" ضد المحتجين. وقال لافروف انه لا يفهم "لماذا يتبنى حلف شمال الاطلسي مثل هذه البيانات." من جانبه صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء في مولدافيا أنه يجب أن يكون لدى الاوكرانيين "الفرصة لاختيار مستقبلهم". وقدم كيري خلال زيارة لشيسيناو استغرقت بضع ساعات، التهنئة لمولدافيا على التوقيع مؤخراً على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي، وقال ان "الولاياتالمتحدة مقتنعة بقوة بان الانضمام الاوروبي هو افضل طريق لمولدافيا سواء بالنسبة لامنها او لرخائها". واضاف "للشعب الاوكراني نقول الشيء نفسه: تستحقون انتم ايضا الفرصة لاختيار مستقبلكم". ووقعت مولدافيا وجورجيا، وهما من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، بالاحرف الاولى في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على اتفاق شراكة وتبادل حر مع الاتحاد الاوروبي خلال قمة في فيلنيوس. ومن المقرر التوقيع نهائيا على هذه الاتفاقات خلال الاشهر المقبلة. في المقابل اكدت اوكرانيا، وهي ايضا جمهورية سوفياتية سابقة، خلال المؤتمر نفسه رفضها عقد اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. واثار التحول المفاجئ في موقف الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي نسب ايضا لضغوط روسية، حركة احتجاج واسعة في اوكرانيا للمعارضين المؤيدين للاتحاد الاوروبي. وفي تلميح واضح لروسيا انتقد كيري الضغوط التي تمارس من الخارج على آلية القرار في بعض الدول. وقال "نحن على قناعة بانه يجب ان تكون كل دولة قادرة على اختيار مع من تريد الانضمام او تمارس انشطتها الاقتصادية او الطريقة التي تدير بها شؤونها دون تدخل خارجي وبالتاكيد دون ضغوط خارجية لها تاثير عميق على الشعب".