ليس المقام بدار الذل من شيمي ولا معاشرة الأنذال من هممي ولا مجاورة الأوباش تجمل بي كذلك الباز لا يأوي مع الرخم يا سايلي عن علوم ليس يفهمها الا كريم لبيب عاقل فهم ان الوعيظي له في الشعر نافلة اسمع كلاماً كنظم الدر منتظم خير البضايع تقوا الله فاتقه يكفيك ما تخشاه من ضرٍ ومن آلم والوالدين فلا تنهرهما ابدا قد ربياك صغيراً غير منفطم قد طال ما سهرت في الليل اعينهم خوفاً عليك وعين الله لم تنم ثم الصلاة التي هي للورى صلة وعند خالقها تنهى عن الاثم فأمر أهلك يا هذا وحرضهم على الصلاة ففيها الخير مغتنم وزك ان زكاة المال واجبة لم تنقص المال بل يزداد بالنعم ان الزكاة عن الاموال تغسلها غسل الثياب اذا ما مسها الدسم والجار اكرم مثواه واحفظه ولا تجافيه لو جافاك بالكلم لاخير في الجار الا ان يكن ثقة على العزيزين من حل ومن حرم ما اقبح الجار يسعى نحو جارته في حندس الليل لو كانت من الخدم وان وليت بلادً لا تجور بها واعلم بانك مسئول عن الامم وان توازرت كن بالحلم منتصفاً واحذر سهام الردى في حندس الظلم لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم اخره ياوي الى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم فرب دعوة مظلوم يصادفها اجابة بزوال الملك والنعم فان لجى بك مظلوم فانصره بقولك الحق او بالصارم الحذم واحذر عجوز توليها على حرم كالذيب ليس بمأمون على الغنم كم من عجوز ترى في زي عابدة وإبليس كان لها من اصغر الخدم ليت العجائز في حبل معلقة عند الثريا وذاك الحبل ينصرم الشاعر: اشتهر باسم الوعيظي وعند البحث وجدت مخطوطة بعنوان" تشطير القصيدة الوعظية"لأحمد بن حسن بن علي مرتضى (كان حياً عام 1251ه) وتوجد في جامعة الملك سعود برقم811.6 ت.م وقد جاء فيها"..ناظم هذه القصيدة هو العالم العارف الورع الزاهد الصوفي أبو محمد عبد الله الوعيظي العروضي سمي بالوعيظي لكثر ة وعظه.." ومن هنا يتبين لنا اسمه وان الوعيظي هو لقبه وهناك في مركز إحياء الميراث الاسلامي بقم بإيران حسب الفهرس المنشور في موقعهم على الانترنت مخطوط بعنوان"قصيدة الوعيظي الميمية" وقد سماه "الوعيظي الحسامي" واعتقد انه يقصد "الحسائي" خاصة وان هناك مخطوطا للقصيدة في ورقات قديمة (ننشر صورته)يسميه بالاحسائي هكذا "للوعيظي الأحسائي في الوعظ والأدب " ثم يذكر ذلك في احد أبيات قصيدته : قول الوعيظي الحسائي الذي اشتهرت أشعاره في بلاد العرب والعجم وقد جاء عند الدميري(ت.808ه) في كتاب الحيوان الكبير" وقال الوعيظي في أول قصيدته: ليس المقام بدار الذل من شيمي ولا معاشرة الأنذال من هممي ولا مجاورة الأوباش تجمل بي كذلك الباز لا يأوي مع الرخم" مخطوط مرتضى ومن هنا يتبين لنا أن الشاعر الوعيظي عاش قبل القرن التاسع الهجري وهو من أهل الاحساء. دراسة النص: يعتبر هذا النص مثالاً على خلط بعض الرواة بين الشعر الفصيح والعامي بل أن البعض يرى انه من الشعر عامي ويروي بعض الأبيات بصيغة عامية،ولعل الحكمة التي تتضمنها بعض أبيات النص هي السبب في شهرته وكثرت تداول أبياته،ولاشك في أن النص فصيح في الأصل وكاتبه من علماء العروض بحسب ما جاء في مخطوط مرتضى،حتى وإن حاول البعض نقل النص في سياق عامي فيكون شاذاً غير متسق،وهذه المحاولات ظهرت واضحة في تدوين النص،ولا يتوقع أن تكون من إنشاء الشاعر نفسه،ولا نعتبره بأي حال من النصوص التي يعول عليها في دراسة بدايات تحرر الشعر من الضوابط النحوية،وقد وردت القصيدة عند الأب انستاس ماري الكرملي في مخطوط جمع فيه قصائد لشعراء من نجد ثم دفعه إلى صديقه سليمان الدخيل (رحمه الله)ليعلق عليها الشروح اللازمة فبدأ الدخيل التعليق إلا انه لم يكملها، وهذا النص من النصوص التي لم يعلق عليها الدخيل،ويبلغ عنده ستة أبيات فقط هي من مطلع القصيدة،فهل كان سبب عدم إيراد بقية الأبيات هو اكتشاف أنها فصيحة وهذا ليس مكانها؟ ويبلغ عدد الأبيات في الورقات المخطوطة تبلغ مائة وسبعة وثلاثين بيتاً وفي مخطوط مرتضى تبلغ مائتين وسبعة أبيات،ونلاحظ أيضاً الاختلاف في تسلسل الأبيات وفي بعض الكلمات،بل أن بعض الأبيات قد نسب لشعراء آخرين وهذا يحتاج إلى موضوع مستقل للتأكد من صحة ذلك ومنها هذا البيت الذائع الصيت: تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم ونظراً لطول النص فقد اخترت هنا بعض الأبيات وتجاوزت أخرى.