أخي العميد سفر بن جعوان الزهراني الذي وافاه الأجل المحتوم اثر مرض عضال لم يمهله طويلاً تغمده الله برحمته ورضوانه. وقد جادت القريحة بهذه القصيدة: (بكاء الأوفياء) بكت على (سفر) حربٌ وزهران بكت جهينةُ والهيلا وقحطان بكى رجالٌ لهم في المكرمات يدٌ بكاه أهلٌ وأصحابٌ وجيران بكى (أبو صقر) وهو الطود قامته والعقل زينته والقلب صُوّان رجلٌ عظيمٌ له في كل محمدةٍ باعٌ وفوق العُلا قصرٌ وإيوان بكى (أبو فهد) من بعد ابتسامته وهو الذي ثغره بالبشر مزدان يُبدي سروراً ويخفي في الفؤاد أسىً وخلف بسمته همٌ وأشجان رجلٌ برفقته حل السرور بنا ومن بشاشته لم يبق أحزان بكى جنودٌ وضباطٌ فوا عجبي! لو ما بكيت ولي قلبٌ وعينان بنى من الحب فوق الأرض مملكةً جميع سكانها صحبٌ وإخوان وجمع الناس في قلبٍ وفي عملٍ وقرب الناس من بعضٍ وإن بانوا وعلم الكل معنى الجد فاجتهدوا فالكل بالجد والإخلاص سلطان وكان يبذل في خيرٍ وفي صلةٍ ولا يكدّره زودٌ ونقصان سمحٌ كريمٌ بحبل الله متصلٌ شهمٌ عطوفٌ بحب الخير هيمان قد عاش فينا عزيز النفس طاهرها عليه من خُلق الأبرار تيجان وقد مضى ودعاء الناس ثروته وحبهم كسبه والكل خلان كان العظيم مقاماً والكريم يداً والصادق القول ان كذبوا وان خانوا وسوف أبكيه والأيام شاهدةٌ وعد يؤكّده صدقٌ وأيمان أواه يا قلب مات العون والسند وعشت في ظلمة الاحزان حيران يا عين جودي ببعض الدمع واحتسبي فإن بعد احتساب المرء غفران واستسلمي لحكيمٍ ما قضى عبثاً ربٌ بمخلوقه برٌّ ورحمان ابكي بلا جزعٍ وابكي بلا سخطٍ ان الرضى بقضاء الله إيمان وآل جعوان يهدون السلام إلى كل المعزين جمعاً أين ما كانوا والشكر يهدونه لافراد دفعته قومٍ لهم في قلوب الكل أوطان قد شيدوا بالوفا صرحاً من القيم الحب جدرانه والصدق أركان وقد تنادوا لفعل الخير فاتحدوا لفعله وجزيل البذل برهان