برحيل الأمير سلطان تطوى صفحة مليئة وحافلة من صفحات التاريخ في المملكة والعالم، إذ كان فيها الفقيد من أبرز الوجوه السياسية والإنسانية والفكرية والاجتماعية في المنطقة، ومن المؤكد أن وفاته ستترك أثرا على خارطة المنطقة، لن يمحى مدى الحياة، من خلال المناصب الهامة التي تولاها، والمهمات الجسام التي اضطلع بها، والأزمات التي واجهها حسما، على مدى عقود طويلة،لا سيما أنه يعتبر أقدم وزير دفاع في العالم. سلطان.. إن كنت قد غبت عنا جسدا. إلا أنك ستبقى نبضا يضخ الحب في شرايين الوطن الذي بادلك حبا بحب، ووفاء بوفاء .. ونجزم أننا لن نستطيع إيفاءك حقك مهما كتبنا. مات كافل اليتامى وشفيع الرقاب ومضمد الآلام ... مات رجل الخير.. مات سلطان التنمية والإصلاح الإداري ..مات مهندس استراتيجية الدفاع عن الوطن ... مات معلم الإبتسامة والتواضع وصانع الرجال ... مات راعي قوافل الإيمان وحفظة القرآن. لكن خير سلطان لم يمت، وسيبقى، فكل أعماله ستكون صدقة جارية إلى يوم القيامة. لقد فجعت البلاد والعباد بالخطب العظيم، حين علمت بنبأ وفاته. سلطان... بكتك مكة والمدينة والرياض، بكتك المملكة، بكتك المدن والهجر، بكاك كل إنجاز من منجزاتك، بكتك القلوب المحبة لك وسوف تبكيك إلى الأبد. سلطان كنت مدرسة خيرية إنسانية تمشي على الأرض، حتى وإن رحلت، فإن بصماتك ستظل باقية وسيشهد لها الجميع في الداخل والخارج. لامست سلطان عن قرب قضايا العالم العربي والإسلامي، وبوفاتك فقدت الدبلوماسية السعودية سياسيا حكيما وقياديا محنكا، نهلت من خبرة إخوتك الملوك رحمهم الله . تعاملت باقتدار مع ملفات سياسية مهمة، وأدرت أزمات كبيرة. معتمدا على خبرة سياسية عميقة، وقدرة نادرة على التفاوض، واتخاذ القرارات الصائبة التي أسهمت في تجنيب المملكة الكثير من المخاطر والأزمات. لقد عكست التصريحات المنصفة من قادة العالم تقديرهم واحترامهم لك.. وإعجابهم بك كشخصية سياسية عالمية. سلطان .. لقد أديت الأمانة واختتمت مسيرة حياتك وليا أمينا للعهد، وذراعا أيمن مخلصا لخادم الحرمين الشريفين الذي نعاك، وحزن على فراقك حزنا شديدا .. ياخادم الحرمين الشريفين .. أحسن الله عزاءكم .. ..أيها الوطن .. صبرا جميلا .