في هذه الهجمة الشرسة ضد صفوة الخلق التي أطلقها بعض الناعقين عليه في هذا العالم المسعور نستذكر هذه المشاعر التي تمثل موقفاً مهيباً وجلالاً يفوق الوصف.. فالقلوب تضج بمشاعر فياضة والنفوس وقد سابقت الخطى لتغتسل من أدران الدنيا وتنفض عن كواهلها ما أحدثته عاديات الزمان في حضرة النور تهيم الأرواح المؤمنة في فضاء الرحمة والشفاعة وتتبدد ظلماتها بعد أن ضعضعتها الأيام واعتصرتها الآلام وداهمتها الأحزان كأنها تتمثل قول شاعرنا: بباب جاهك لاذت روحنا وبكت = إن الدموع حديث العابد الكلم يستذكر شاعرنا بقلب نابض بالحب مترع بالإيمان خطوات نبينا الكريم عليه السلام ويتمه وسيرته العطرة حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ثم يدلف مشفقاً على ما آل إليه حال أمتنا اليوم : يا لفتة الظبى تغويني إلى الحرم = تحلو له فتنتي في الحل والحرم إن قلت لا نال مني بالقلى فمه = وإن ألبي كفيت الإثم بوح فمي فاكتم العشق في غور الضلوع أسى = والناس ترصده ناراً على علم هل غادر الحي حتى خلته عدما = من سوف يحيي خواء الروح من عدم؟ أم ضاع عمري على حب بلا أمل =حتى ذراه امتناع النفس من ضرم؟ عض الزمان فؤادي وهو من حزن = على جراحي سقاني أدمع الندم أهدرت حلمي وآهاتي مبعثرة = تصلى من البوح باللذات والسقم اليوم فتحت الايام زهرتها =وأفرد القلب في بحر من العتم فبت أحمل وزراً لا كفاء له = كالطود أخنى عليه كاهل الأطم فالنفس تضعف إن جار الزمان بها = رحماك رباه ساعدني على اللجم والنفس تصبو فتشفى وتمخر في = بحر الهوى دونما خوف من التهم لعل حب رسول الله يشفع لي = في النائبات ويحيني من الأمم فالله يعلم لم أشرك بوحدته = والله يمحو بنور المصطفى ظلمي روحي فداه وقلبي فهو سيده يا من هواه سرى في خاطري ودمي =يا خير مرتغب في الحشر نأمله يوم القيامة حسبي خير معتصم = لو حل بي أرق ضقت من ألم أدعو خيالك يشفي لمحه ألمي = من كوة الباب أرنو عل طلعته تخصني بيسير الصفح في القسم = نور أضاء فعم الكون بارقه والعابثون مضوا في لذة النعم = والمبصرون رأوا في الغيب بسمته فبددت طغمة الأرزاء والدهم = يا سيد الكون دع روحي بتوبتها تطوف مرضية في روضك الفغم = في حضرة النور تبقى الروح هائمة والله بالنور يهدي الخلق كلهم = والنور طه نبي من يلوذ به يلقى شفاعته في صد مقتحم = ما رد طه البرايا إن هم طلبوا تخفيف أوزارهم من واسع الكرم قد أبشر الكون لما جاء مولده = وطاح إرث من الإيمان بالصنم لا رب إلا إله واحد أحد = لا عهد إلا على عهد من الشيم مجدت باليتم حتى صار مأثرة = وأكرم الحجر المرموق باليتم جزت الفصاحة يا طه إذ اكتملت = فيك البلاغة من رأي ومن كلم لما أتت رسل الرحمن خاشعة = لغسل صدرك نبع الآي والحلم ألفوك تهتف بالرحمن مجتلياً = فحصنوك ضحى من شهوة القرم لم يبق في قلبك المرحاب ما اختصمت = فيه الخلائق من ملك ومن نقم فالطيب في وجهك الوضاء نفحته = والصدق وحي على إفصاحك العصم وكنت في ظل حراء على سعة = جبريل يرفدها من وافر الديم حاربت بالحق من ضلوا ومن كفروا =حتى استنار بدين الله كل عمي وولت الروم حيرى من وساوسها =وعرش كسرى هوى في نكس منهزم يا أشرف الناس خلقا زانه خلق =وارحم الناس خصما عف كالحكم رددت عنك جبالا راودتك فلم = تقبل بها ذبا يغري ولم تسم وفاوضوك على عرش ومملكة = زهدت فيها وضنت الرفض بالقسم إن العظام اذا راضوا عزائمهم =فعفة النفس تغدو مبعث الهمم وانت يا من حوى الدنيا وآخرة = بنعمة الدين لم تجنح الى اثم فكنت اول خلق الله قاطبة = من هل بالنور في الافلاك والسدم يا خاتم الانبياء الرسل منعطفا =نحو الرفيع من الآكام والقمم حزت الامامة فيهم والفرادة من = عمق الرسالة والاشراق في السيم اسرى بك الله تفضيلا ومكرمة = ليلا الى المسجد الاقصى من الحرم اراك ربك من آياته عجبا = فوق البراق فلم تفتن ولم تهم صحبت جبريل والرحمن يقرؤه =وحيا إليك جليا غير منكتم جاوزت افق طباق ما تجاوزها = جن ولا ملك او خارق النسم وسدرة المنتهى تغشى بما غشيت = ما شاء ربك من علم ومن حكم علمت ما شاء رب العرش من ازل = حتى سمعت صرير اللوح والقلم يا سيدي عدت محزونا وبي كدم = فمن يعيد من الضراء والكدم بباب جاهك لاذت روحنا وبكت = ان الدموع حديث العابد الكلم إليك اشكو وصايا الغدر في زمني =وبعض شكواي جرح نازف الحمم فأمة العرب والاسلام ناشجة = على الغوابر في عصر بلا ذمم ما حكموك لخلف طال بينهم = وكم تناءوا عن الآيات في صمم فرب حبل برب الخلق متصل = قد بدلوه بواهٍ عنه منفصم لا يؤمنون اذا لم يرتضوا بمدى = حدود ربك من حكم ومحتكم هذا الرسول حباه الله نعمته = فاتبع شريعته بالحق تستقم يا سيد الخلق لا تغضب على خلف = كثيرهم ضل في الصحراء كالبهم حاشاه ربك ما سُدت على احد = ابواب رحمته من زلة القدم فاشفع اذا ظلموا لعلهم ندموا = كم يغفر الله رحمى ذنب متهم فلطف ربك موصول برحمته = وانت شفيع الخلق من قدم انت الذي لا يرد الله دعوته = فاغسل ضمائرنا من حوبة السأم مولاي صل عليه بالرضا أبداً = فإنه المصطفى بدءاً وفي الختم