تستهويني قصص العصاميين، سواء كان اقتصاديا أو سياسيا، فمن غاندي ومانديلا، إلى سليمان الراجحي وكثير من رجال الأعمال، تستهويني قصص العصاميين اصحاب رؤوس الأموال الصغيرة الذين يكبرون مع الزمن، وهم من بدأ من الصفر أو أقل منه . قصة "أم عبدالله" والتي نشرت عن مهنة أو حرفة تقوم بها وتعلمتها من أمها "هيله" ببريدة، صنعتها، صناعة "الكليجا" وهي نوع من أنواع "الخبز" أو "الكعك" الشعبي، الذي مهما تطورت صناعة الكيك والخبز تظل هذه "الكليجا" تملك وهجا اجتماعيا وقيمة مستمرة لم تتراجع مع الزمن. أم عبدالله تمتهن "صناعة الكليجا" من 40 سنة، وتعلمتها من والدتها، وهي عن حاجة لكسب العيش "الشريف" رغم أن ما نشر لم يشر إلى أن " أم عبدالله " حصلت على "تمويل" أو أي نوع من التعليم والتدريب والمال لكي تبدأ عملها بهذه الصنعة، وهي اعتمدت بعد الله على ما تعلمته من والدتها، من تدريب وتعليم أصول هذه المهنة وصعوبتها، وبهذا بدأت أم عبدالله عملها من أصعب طريق، وهي امرأة سعودية يعني أن ظروف العمل وقبولها الاجتماعي أصعب ما يمكن، فلا محل تجاري ولا موقع ولا مكان، فأجزم أنها بدأت ببيع على القريبين توسعت تدريجيا لتصبح معروفة اجتماعيا، فهي تتفوق على "رجال" لا يجدون عملا أو يستصعبون المهن الحرة والمهن، اعتقادا منهم أن العمل هو " مكتب حكومي " وتوقيع وحضور وانصراف. مثير نجاح أم عبدالله بصناعة الكليجا، الذي مكنها من شراء منزل وسداد ديون، هل نقول جمعت مليوناً أو مليونين ممكن؟ المهم أنها حققت أهدافها، بعد صبر ومعاناة ومصاعب من كل صوب واتجاه، ماذا لو كان للمرأة تسهيلات تحصل عليها كما هو الرجل، يمكن القول المرأة ستكتسح الرجال بكل احترافية، فالرجل يحصل على تمويل من جهات عدة، ويحصل على تمويل، ويذهب ويأتي الجهات الحكومية، ويفتتح محلا تجاريا بأي مكان وموقع، لا مصاعب لوجستية يواجهها الرجل بالعمل الخاص، فماذا ينقصة لينجح ؟ هو الإرداه والتصميم والانضابط والعمل والصبر وهذا مفقود غالبا لدى الرجل وموجود لدى المرأة مع التحدي بظروف العمل الصعبة، نموذج أم عبدالله يجب أن يعمم وينشر، وتدعى لتحاضر وتقول سيرة عملها وبمقابل مالي لأنها "نموذج" يعلم ويدرس كيف نجحت عوضاً عن كتب الجامعات والنظريات، كيف لمرأة سعودية نجحت، ونموذج أم عبدالله يمكن أن يوجد أيضا لدى كثير من النساء لدينا وهن موجودات، لكن هذه قصة " نموذج "أروي وأعيد قصتها، لكي يفهم ويعرف الجميع؛ رجالاً ونساء لا شيء يأتي بالسهل ولا ممهداً ولا على طبق من ذهب، بل يحتاج "عرقاً" وعملا وجهدا وصبرا وانضباطا وجدا ومثابرة والكثير من الالتزام ولن تجد غالبا من يقف بجانبك وضع هذا في ذهنك، مهم أن تعرف أن العمل لا يأتي بلا حفر بالصخر وتكسير كل مصاعب فهذه الحياة هي كذلك، فلا تلوم ولا تنكسر ولا تكسل ولا تضعف، فكل رجال الأعمال والتجار بدأوا من لا شيء نعم لا شيء.