مع بداية أول يوم دراسي تمنيت أن يكون لدينا مادة دراسية تتحدث عن "قصص نجاح" كل حسب مرحلته الدراسية، بدلا من دراسة مواد دراسية مرت عليها مئات السنين تمر مرور الكرام على الطلاب بدون توقف أو حتى يحتفظ بها في ذاكرته، حين نتحدث عن قصص النجاح سأتحدث عن رجال أعمال في هذا العالم ولست بصدد حصرهم، ولكن المثير جدا لي شخصيات قرأت عنها الكثير محليا وهم عصاميون لدرجة أن بداياتهم بدأت من تحت الصفر أي الفقر المدقع، ومن يسمع ماذا حدث لشخصية مهمة سعودية كالشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي كما تحدث هو بنفسه مثلا سيعرف كيف بدأ من بيع "طائرات ورقية" و"الكيروسين" بقرش وقرشين وأين وصل الآن سيتعلم الكثير من التجارب والصعوبات حتى وصل ما وصل إليه، وأيضا رجال أعمال سعوديون آخرون "عصاميون"، وأتمنى من كل رجال الأعمال السعوديين الذين مرت بهم تجارب صعبة في حياتهم من بدايتهم أن يتحدثوا عنها بتوثيق وكتابة لكي تفيد الأجيال الحالية وما بعدها، وأحسبها الآن ليست سرية ولا خصوصية من أشخاص عصاميين وصلوا لمصاف العالمية بثرواتهم واستمروا بنفس شخصياتهم البسيطة المحافظة جدا وكأنه لا يملك كل هذه المليارات فهم علامات في تاريخ الوطن. الآن يبرز شخص جديد في هذا العالم بثروة بدأها من الصفر أيضا، شخص اسمه "زوكربيرغ" وهو معروف كمؤسس للفيس بوك حيث حقق ثروة تقارب الآن 6.9 مليارات دولار أمريكي، حيث ارتفعت عن العام السابق بنسبة 245% وترتيبة عالميا 35% وتجاوزت ثروته صاحب شركة "ابل" ستيف جوبس، وصاحب الصدراة منذ 17 عاما هو بيل غيتس بثروة 54 مليار دولار، وثانيا وارن بافيت المستثمر العالمي بثروة 45 مليار دولار وكل هؤلاء ارتفعت ثرواتهم بما لا يقل عن 4 إلى 10 مليارات دولار رغم الأزمة العالمية بكل تبعاتها. لست بصدد استعراض الأثرياء من هذا العالم، لكن اللافت بروز أصحاب الثروات من "لا شيء" أي بدون أن يكون لهم رؤوس أموال أو دعم من والده أو عائلته أو غير ذلك، هذا لا يطرح في دول العالم الأول، ولا نتحدث عمّن يرث المال كتحول ثروة من شخص لآخر، ولكن نتحدث عن "المبدعين" و"الموهوبين" و"صاحب الفكرة" و"عصاميين" وكثير من الصفات التي يحتاجها كل رجل أعمال "حقيقي" وصل إلى ما وصل إليه، قليل وقليل جدا أن تجد أثرياء في العالم الآخر خارج أوروبا والولايات المتحدة يحقق هذا الثراء "السريع" فلا تجد إلا في هذه الدول المتقدمة التي تسابق الزمن في إثراء هذا العالم باختراعاتهم وابداعاتهم، والسؤال أيضا هنا كيف يحقق هؤلاء هذا الابداع وتحقيق الفكرة، هل السبب يعود للتعليم أو الفرصة أو الدعم أو التشجيع أم هم غارقون في تفاصيل حياتهم وتشتتهم بتوفير مقعد دراسي أو منزل صغير أو ظيفة أو دعم بسيط أو تعليم يشجع على الابداع أو فكرة خلاقة يتم دعمها أو يبحث كيف يحصل على حقوق أساسية وخدمات يومية يجب أن توفر، حين نفتش عن أزمة التعليم وغرس التشجيع والتحفيز والانضابط والتقدير والدعم المعنوي والمالي وروح الفريق سنجد بيننا مبدعين كبارا وخلاقين، بدلا من ابداعات ترسل يوميا بإيميلات، كيف يمكن "مندي باللحم أو بالدجاج أو بالحمام ".