تجلس أم سلطان في الركن المخصص لها في قرية الكليجا خلف طاولة عرضت عليها ما صنعته من المنتجات الشعبية المشابهة، لبيعها على زوار المهرجان، ولا يختلف الوضع عن أم محمد التي تدعو زوار المهرجان إلى معروضاتها. ليست أم سلطان وأم محمد هما اللتان تشاركان في مهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية الأول في مدينة بريدة الذي تشارك به 223 أسرة منتجة و66 مصنعاً وشركة متخصصة، إذ ان عدداً من نساء القصيم اللاتي اشتهرن بصناعة الكليجا في المنطقة اتخذن من قرية الكليجا مقراً لهن، وبدأن يسوقن منتجاتهن أمام الزوار، الذين بلغ عددهم بحسب الإحصاءات الرسمية خلال ثلاثة أيام 70 ألف شخص. تقول أم سلطان ان عدد السنوات التي أمضتها في انتاج الكليجا نحو 30 عاماً، وتقوم بعمل الطلبات في البيت وبعد تجهيزها تعرضها في الأماكن العامة التي يكثر فيها الزوار، مضيفةً: «يجب على الفتيات تعلم كيفية إنتاج الكليجا، فهي لا تحتاج إلى وقت طويل لتعلمها وانتاجها، فأنا تعلمتها من والدتي». وتشير أم محمد إلى أنها تعلم وتدرب من يرغب من أقاربها و «كل من يسألني عن الطريقة»، مؤكدةً أن الكليجا له طرق فنية يجب اتقانها، وتشيد بفكرة إقامة المهرجان. واستطاعت فاطمة العود الملقبة بأم علي (25 عاماً في انتاج الكليجا) أن تقنع ابنتيها بالعمل معها حتى أتقنتا طريقة الكليجا بطريقة صحيحة وتساعدانها كثيراً في عملها، وتقول انها شاركت في جميع المهرجانات السياحية السابقة، إلا أن فكرة مهرجان الكليجا أعجبتها كثيراً، كونها متخصصة في إنتاجها. وأجمع عدد من المشاركات في المهرجان على أن المخابز والمصانع الحديثة التي تنتج الكليجا والمنتجات الشعبية لم تصل إلى جودة منتجاتهن، معللات ذلك باعتمادها على العمالة الوافدة واستخدام الآت الحديثة في تجهيز الكليجا، إضافة إلى رغبة الزبائن في صنع السيدات فقط.