أعلن الرئيس السوداني عمر البشير لأول مرة صراحة أمس عن تأييد بلاده لقيام سد النهضة الذي يجري بناؤه حالياً في أثيوبيا، قائلا إن ذلك ليس موقفاً سياسياً ولكنه موقف ينبع من قناعة الخرطوم بفائدة السد لدول الإقليم. ويحظى المشروع بتحفظات مصرية فيما كان موقف السودان غير واضح الى حين إعلان البشير. وأكد الرئيس السوداني لدى مخاطبته حشداً في ولاية القضارف شرقي السودان التي زارها برفقة رئيس الوزاء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين، أن سد النهضة ستكون له فوائد أخرى. وأبدى استعداد السودان للتعاون من خلال اللجنة المشتركة لتقييم السد والتي تضم بجانبه كلاً من مصر وأثيوبيا. يشار إلى أن سد النهضة أو سد الألفية الكبير "هداسي جاديب" بالأمهرية يقع على النيل الأزرق بمحافظة بني شنقول الأثيوبية على بعد 40 كلم تقريباً من الحدود الأثيوبية- السودانية. وعند اكتمال إنشاء السد، المرتقب سنة 2017، سيكون أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالمياً في قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء. وتقدر تكلفة تشييده بنحو 4,7 مليارات دولار، ويوجد قلق لدى خبراء مصريين بخصوص تأثيره على تدفُّق مياه النيل وحصة مصر منها. وافتتح البشير وديسالين بالقضارف مشروع الربط الكهربائي بين بلديهما، ويتيح الربط الشبكي للسودان شراء 100 ميغاواط من أثيوبيا، قيمة "الكيلوواط ساعة" خمسة سنتات من الدولار، وتبلغ سعة الخط 300 ميغاواط. وأفاد البشير أن السودان الآن يشتري الكهرباء الأثيوبية، لكنه في ذات الوقت حظي بنحو 200 ميغاواط مجاناً من أثيوبيا بعد إقامتها سد تقزي على نهر عطبرة الذي سيزيد من الطاقة المولدة من مجمع سَدي أعالي نهري عطبرة وستيت بالسودان. وقبل سد تقزي كان ينتظر توليد نحو 120 ميغاواط في السد السوداني، الذي يجري بناؤه حالياً، لكن بعد تشييد السد الأثيوبي قبل نحو ثلاث سنوات ينتظر أن يستفيد السودان من 320 ميغاواط. وتعهد البشير بإزالة العوائق أمام حركة المواطنين والتجارة بين حدود البلدين عبر منطقة حرة تشمل القلابات السودانية والمتمة الأثيوبية. وأشار إلى أنه بعد الربط الكهربائي بين السودان وأثيوبيا والربط عبر الطرق المسفلتة سيتجه البلدان للربط عبر خطوط السكة الحديد.