أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن الطاقم الذي استمر في السلطة منذ 24 عاماً سيغادر الحكم، وسط معلومات عن استقالة النائب الأول للرئيس علي عثمان طه ومساعده نافع علي نافع ورئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر وتعيين وزير شؤون الرئاسة بكري حسن صالح افي منصب نائب رئيس. وقال رئيس البرلمان إن الجيل الذي قاد البلاد لأربع وعشرين سنة لن يكون في الحكومة الجديدة، وأضاف أن الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في عام 2015، سيقودها جيل جديد. وأكد الطاهر أن رجال «الصف الثاني» من قيادات الإسلاميين في الحزب الحاكم يتهيأون لقيادة البلاد، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد معالجة كثير من القضايا والمشاكل التي أعاقت تقدم البلاد، وفي مقدمها الحرب الجارية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وقال: «لدينا عملية انتقالية كبيرة ستتم في الأشهر المقبلة ستقود البلاد إلى مرحلة جديدة. ونعمل لإعداد المسرح لمرحلة مقبلة. انتهت مرحلة الترضيات والموازنات المناطقية أو القبلية أو المزايدات السياسية، وجاءت فترة تمهيد الأرض لواقع مختلف». من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة أن نائب الرئيس علي عثمان طه سيتنحى عن منصبه ليخلفه بكري حسن صالح، موضحةً أن طه طلب التنحي رفعاً للحرج عن الرئيس عمر البشير ورفعاً لسقف التغيير المطلوب معتبراً أن «أي استثناءات من شأنها أن تهزم فكرة تجديد القيادة». وذكرت المصادر أن تنحي طه سيفتح الباب أمام عملية تغيير واسعة تطاول معظم الوزراء في الحرس القديم بخاصة الشخصيات التي ظلت حاضرة في كل التشكيلات الوزارية السابقة منذ عام 1989. وتحدثت المصادر ذاتها أن البشير سيطلق دعوة لحوار سياسي شامل في أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة بغرض تهيئة المناخ أمام توافق وطني قبل الانتخابات المقبلة. على صعيد آخر، رأى البشير أمس، أن موافقة بلاده على قيام سد النهضة الذي يجري بناؤه حالياً في أثيوبيا «ليس موقفاً سياسياً ولكنه موقف ينبع من قناعة الخرطوم بفائدة السد الاقتصادية لدول الإقليم». وأكد البشير لدى مخاطبته حشداً في ولاية القضارف في شرق السودان التي زارها برفقة رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين، أن سد النهضة ستكون له فوائد أخرى، وأبدى استعداد بلاده للتعاون من خلال اللجنة المشتركة للسد. وافتتح البشير وديسالين مشروع ربط كهربائي بين البلدين في مدينة القضارف حيث تبيع أديس أبابا الكهرباء للخرطوم بأسعار تفضيلية. في شأن آخر رأى وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أنه «من الصعوبة إحداث اختراق في علاقة السودان مع دول الخليج، قائلاً إن «إيران هي عنوان دائم للقاءاته مع نظرائه الخليجيين»، مشيراً إلى «ضلوع استخبارات معروفة في المنطقة بصنع حالة من التخويف حول علاقة السودان بإيران». وأوضح كرتي، أن «المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان دونالد بوث سيكون مسموحاً له دخول السودان إذا كانت مهمته إصلاح العلاقة بين الخرطوم وواشنطن»، ملمحاً إلى أن «حكومة الخرطوم لن تسمح للمبعوث الأميركي بالدخول إذا تجاوز هذه المهمة».