خيمت أجواء انتفاضة جديدة على الضفة الغربيةالمحتلة أمس، حيث اندلعت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات العدو الإسرائيلي في مناطق عديدة، احتجاجاً على جريمة قتل ثلاثة شبان باطلاق النار على سيارتهم جنوب الخليل الليلة قبل الماضية. فقد استشهد كل من محمد فؤاد نيروخ من مدينة الخليل وموسى مخامرة، ومحمود خالد النجار من بلدة يطا القريبة عندما فتح جنود الاحتلال النار من كمين نصبوه بكثافة باتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها في منطقة زيف بمنطقة الخليل جنوب الضفة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الشهيدين نيروخ والنجار، سقطا على الفور فيما تمكن مخامرة من الهرب بسيارته وهو مصاب بجراح بالغة، حتى وصل منطقة (خلة المي)، حيث نقله الاهالي الى عيادة طبية، لكنه استشهد لاحقاً متأثراً بجراحه. واثر ذلك حاصرت قوات الاحتلال المنطقة، ونقلت جثامين الشهداء الى أحد معسكراتها قبل أن تعيدها الى الجانب الفلسطيني بعد منتصف الليل. وزعمت سلطات الاحتلال، أن الثلاثة ينتمون الى جماعة سلفية جهادية، كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية وأخرى تابعة للسلطة الفلسطينية، مدعية انها عثرت داخل سيارتهم على مسدس وعبوات ناسفة. وقد عّم الحداد وحالة من الغضب مختلف مناطق الخليل والعديد من مناطق الضفة أمس بالتزامن مع تشييع جثامين الشهداء الثلاثة، حيث شهدت مدينة الخليل لا سيما في منطقة باب الزاوية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز والصوت بكثافة ما أدى الى اصابة عدد كبير من المواطنين بأعيرة معدنية وحالات اختناق. كما شهدت بلدة بيت أمر مواجهات مماثلة أصيب خلالها العديد من المواطنين بحالات اختناق فيما أصيب الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر محمد عياد عوض، بقنبلة غاز مباشرة في صدره ووصفت حالته بالمتوسطة. كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز باتجاه مدرسة زهرة المدائن الأساسية للبنات، في البلدة وأصيب عدد من الطالبات بالاختناق. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال تعمدت إلقاء قنبلة غاز داخل حافلة تقل مواطنين متجهين من مدينة الخليل إلى بيت أمر أثناء توقفها في موقف الحافلات في المدينة ما أدى الى إصابة العديد بحالات اختناق شديد. كما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقة مثلث خرسا القريبة من مدينة دورا قرب الخليل. وشهد محيط سجن "عوفر" الاسرائيلي في بيتونيا غرب رام الله مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال وذلك عقب خروج طلبة جامعة بيرزيت بتظاهرة احتجاجية ضد جريمة الاحتلال في الخليل . وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات المواطنين معظمهم من طلبة جامعة بيرزيت أصيبوا بجروح مختلفة، جراء المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال، بضمنهم مصور وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بهاء نصر، الذي أصيب بعيارين معدنيين في القدم. كما شهدت مدينة طولكرم (شمال) مواجهات مماثلة بين الشبان وقوات الاحتلال.