شهدت العديد من مناطق الضفة الغربية تظاهرات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي اعلنت حالة التأهب في صفوفها، لا سيما عقب الصدامات العنيفة التي شهدتها مدينة الخليل عقب تشييع الفتى محمد السلايمة، واسفرت عن اصابة العشرات بجراح وحالات اختناق بينهم اصابة خطيرة لفتى في السادسة عشرة. في غضون ذلك احيت حركة حماس وللمرة الاولى منذ خمسة اعوام، وبمشاركة عشرات الالاف الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها في مدن رام الله والخليل وطولكرم، حيث خرج المشاركون عقب صلاة الجمعة في مسيرات حاشدة رفعت خلالها رايات حماس الخضراء، ومن ثم اقيمت مهرجانات خطابية بمشاركة كافة القوى الفلسطينية بما في ذلك حركة فتح. وكانت السلطة الفلسطينية اعلنت السماح لحركة حماس بالاحتفال بذكرى انطلاقتها "طالما ان الامر يجري وفق القانون". وقد احيت حركة حماس بمسيرة ومهرجان حاشد ذكرى انطلاقتها امس الخميس في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. واندلعت اعنف المواجهات على مقربة من معبر قلنديا الاسرائيلي الواصل بين رام الله والقدس، حيث خرج عشرات الشبان ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة ورد المحتلون باطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت. كما وقعت مواجهات وتظاهرات مماثلة في قريتي بلعين والنبي صالح غرب وشمال رام الله، وقرية كفر قدوم غرب نابلس وبتير بمحافظة بيت لحم، فيما تحدثت مصادر اسرائيلية عن عمليات رشق بالحجارة تعرضت لها سيارات المستوطنين قرب قرية سنجل شمال رام الله وقرب مستعمرة "معاليه شومرون" شمال الضفة. وكانت مدينة الخليل شهدت امس الاول مواجهات عنيفة استمرت حتى ساعات الليل واسفرت عن اصابة نحو 90 مواطنا، وذلك اثر تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد زياد السلايمة (17 عاما) الذي قتلته مجندة في جيش الاحتلال مساء الاربعاء بست رصاصات وعن مسافة قصيرة بزعم اشهار مسدس "لعبة" في وجه جنود حاجز للاحتلال قرب الحرم الابراهيمي. واصيب في مواجهات شهدتها منطقة باب الزاوية بالخليل امس الاول الفتى ناصر محمد وصفي الشرباتي ( 17 عاما) بثلاثة اعيرة حية في الصدر والساق والذراع، ووصفت جراحه بالخطيرة. كما تعرض اربعة صحافيين اثنان يعملان مصورين لدى وكالة رويترز للاخبار للتنكيل على ايدي جنود الاحتلال في الخليل، ما ادى الى اصابتهم بجروح وحالات اختناق، وذلك اثناء توجههم الى المنطقة التي استشهد فيها الفتى السلايمة. ونقلت وكالة رويترز عن مصوريها يسري الجمل ومأمون وزوز قولهما : ان جنود دورية راجلة أوقفتهما واجبروهما على الخروج من السيارة واوسعوهما ضربا بأعقاب البنادق. واتهموهما بالعمل لحساب منظمة "بتسيليم" الاسرائيلية لحقوق الانسان"، دون ان يسمحوا لهم بابراز بطاقاتهم. كما اجبروهما على التعري الا من الملابس الداخلية والركوع على الارض وايدهما للخلف. ووفق الجمل ووزوز جرى أيضا إيقاف صحافيين اثنين يعملان لدى مؤسسات إخبارية محلية منها محطة تلفزيون فضائية تابعة لحركة حماس وأجبرا على الركوع على الأرض. ومن ثم أطلق احد الجنود قنبلة غاز عليهم ما ادى الى اصابتهم باختناق شديد وقد نقلوا الى المشفى للعلاج. واثر ذلك اعلنت سلطات الاحتلال حالة التاهب والاستنفار في صفوفها تحسبا لتجدد المواجهات في الضفة لا سيما في الخليل حيث نشرت تعزيزات كبيرة في مناطق التماس ومحيط المستعمرات والحواجز العسكرية. وكانت قوات الاحتلال فرضت الليلة قبل الماضية اغلاقا وتدابير مشددة على طول الطريق الواصل الى منطقة شمال رام الله حيث اغلقت حاجز طريق بيرزيت ومدخل قرية ام صفا ومحيط معسكر ومستعمرة حلميش وقرية النبي صالح، وقرية عابود، واخضعت المواطنين لعمليات تفتتيش دقيقة وهو ما رصدته "الرياض" التي كانت في المكان. واعلنت مصادر اسرائيلية عن تعرض معسكر "حلميش" لاطلاق نار من سيارة فرت من المكان دون اصابة اي من الجنود والمستوطنين.