جاءت مواجهة الشقيقين الهلال والنصر، والتي كسبها "الأصفر" واستحق نتيجتها بكل جدارة كاختبار حقيقي وكشف مبكر للحالة الفنية والنفسية لكلا الفريقين إذ عززت من أفضلية النصر هذا الموسم، وجدارته بالتصدر وكفاءة مديره الفني كارينو، ونجومه الذين أثبتوا ان معاناة الفريق الماضية من تواجد البديل الجاهز انتهت بنجوم الموسم الذين تغلبوا على ظروف النقص بالغياب المفاجىء للثلاثي الأجنبي البرازيلي، كما اظهرت النصر البطل بثوبه الزاهي، وكشفت للكابتن سامي الجابر المزيد من الثغرات، ونقاط الضعف في فريقه، وخصوصا في الحراسة اذ على سامي الاستغناء نهائياً عن السديري حتى يعيد حساباته، وايضا أخطاء عمق الدفاع ومنطقة المحور. جاء فوز النصر المستحق عن طريق رغبة لاعبيه الكبيرة، وخصوصا المحليين في إثبات الوجود والتحدي للثلاثي الأجنبي الذي بحث عن لوي ذراع الادارة قبل "الدربي" بساعات، وكذلك الرغبة في التواجد في محيط المنافسة على لقب الدوري، أيضاً القراءة الجيدة لمدرب الفريق كارينو للخصم ونجاحه في تعطيل قدرات الفريق المتمثلة في البرازيلي نيفيز وسالم الدوسري بثلاثة محاور نجحوا في شل وسط الهلال والضغط على دفاع الهلال بالكرات الطويلة خلف المدافعين. في المقابل خسر الهلال بسبب تواضع قدرات دفاعه وحارسه والأسلوب المكشوف الذي يلعب به مدربه الجابر خلال المباريات العشر الماضية، وعدم ظهور لاعبيه وخصوصا نيفيز وسالم الدوسري بمستوياتهم المعهودة. النصر في موقعة الاثنين كان رائعا بفضل روح لاعبيه العالية التي أعادت لنا نصر الزمن الجميل الذي يدافع، ويسجل ويشكل خطورة في وقت واحد، وأثبت أنه أفضل فريق على صعيد اللاعبين المحليين عندما أعاد الصدارة من منافسه التقليدي الهلال بدون لاعبين أجانب. موقعة الاثنين أكدت ان مدرب الهلال سامي الجابر يحتاج الكثير من الوقت والخبرة حتى يصبح ناضجا ويصبح مدرباً يقارع الكبار، ويذهب بفريقه إلى خطوات متقدمة في البطولات؛ فالواضح للجميع أن أسلوب الهلال في جميع المباريات يسير بنمط واحد، وهو تكثيف منطقة الوسط، والضغط على الخصم بفضل البرازيلي المميز تياغو نيفيز الذي صنع الفارق للفريق خلال الجولات الماضية، والهداف الخطير ناصر الشمراني، وهذة الطريقة مكشوفة للشخص العادي فمابلك بالمدربين. وانتقادي للهلال ليس بسبب ردة فعل الخسارة، فقد كان رأيي في تدريب سامي للهلال قبل بداية الموسم واضحاً تحت عنوان "مدرب مغمور يدرب الهلال" وكررتها أكثر من مرة أن الهلال أكبر الفرق الآسيوية يحتاج إلى مدرب متمرس وخبير لا ان يكون محطة للتجارب؛ فالهلال أكبر بكثير من من امكانات الجابر. مبروك للنصر الفوز المستحق والصدارة، وذهب دوري عبداللطيف جميل يحتاج إلى جهد مضاعف، وعدم التفريط في نقاط الفرق البعيدة عن المنافسة فنقاطها هي من تجلب البطولات.