بعد ثمانية أيام فقط من فوزه العريض على الاتحاد 5-2 يصطدم الهلال مساء اليوم (السبت) بالقطب الآخر في جدة (الأهلي) في مباراة لايمكن التنبؤ بنتيجتها أو بأحداثها نظراً للمنافسة الكبيرة بين الفريقين في السنوات الآخيرة، وكحال مباريات "الكلاسيكو" الأخرى ستكون الكلمة الأخيرة للفريق الأكثر جاهزية من الناحيتين الفنية والمعنوية، الهلال الذي قدم في الجولات الأربع الماضية مستويات كبيرة أسعدت جماهيره وجعلته يتزعم فرق دوري "جميل" بالعلامة الكاملة 12 نقطة سيلعب مباراة اليوم بطموح الفوز ولا غيره بحثاً عن الانفراد في الصدارة لاسيما وأن مباراة الليلة تعني للفريقين ست نقاط كونهما منافسين على لقب الدوري، ففي الجولة الماضية تجاوز "الزعيم" أحد المنافسين (الاتحاد) وخطف من أمامه ثلاث نقاط وحرمه من مثلها، وهو مايسعى إليه الفريق أمام الأهلي خصوصاً وأن رغبة مدربه سامي الجابر كبيرة في تصدر الدوري بفارق نقطي عن المنافسين قبل فترة التوقف المقبلة والمحدد لها بعد الجولة السادسة. أهدافهما العشرة في شباكي الاتحاد والنهضة «إنذار» لمدربيهما وبالرغم من أن الهلال مزق شباك الاتحاد في الجولة الماضية بخمسة أهداف إلا أن مهمته في مباراة الليلة لن تكون سهلة وقد يعاني كثيراً إذا لم يتحرر من نتيجة مباراة الاتحاد وفوزه الكبير عليه وسيبرز هنا دور الجهاز الإداري للفريق وإدارة النادي والمدرب سامي الجابر حتى جماهير الفريق عليها مسؤولية إخراج اللاعبين من نشوة ذلك الانتصار، فالأهلي لن يسمح للهلاليين بتكرار ذات السيناريو بل أنه سيسعى إلى أن يذيقه طعم الخسارة الأولى في الدوري. هجوم ودفاع الهلال الهلال قوي هجومياً ولا خوف على هجومه بوجود المهاجم الهداف ناصر الشمراني ومن خلفه لاعب الوسط البرازيلي المتألق نيفيز وزميليه سالم الدوسري ونواف العابد، إذ شكل هذا الرباعي قوة هجومية ضاربة خلال الجولات الماضية جعلت نيفيز يتربع على صدارة الهدافين بأربعة أهداف وبفارق هدف عن "الزلزال" ناصر الشمراني، قوة الهلال في الهجوم قابلها ضعف ملحوظ في خط الدفاع اعترف به مدرب الفريق سامي الجابر خلال أحاديثه لوسائل الاعلام، وتسببت أخطاء المدافعين وحارس المرمى عبدالله السديري في وصول مهاجمي الخصم إلى مرمى الأخير أربع مرات وهو رقم كبير قياساً على المباريات التي لعبها الهلال وعلى حال منافسيه دفاعياً فالوصيف النصر لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة مقابل ثلاث مرات للأهلي، وإذا ماتكررت أخطاء المدافعين في مباراة الليلة فقد يدفع "الزعيم" الثمن غالياً خصوصاً وأن الأهلي يمتلك مهاجما هدافا لا يتردد في ترجمة تلك الأخطاء إلى أهداف لفريقه وهو المهاجم العراقي يونس محمود الذي سجل هدفين في أول مباراة له مع النهضة، لذلك فإن المدرب سامي الجابر على عاتقه حمل كبير بالعمل على تلافي مثل هذه الأخطاء ووضع التكتيك المناسب للحد من خطورة الهجوم الأهلاوي. البرازيليان نيفيز وسيزار عين على نقاط المباراة وأخرى على لقب الهداف يونس مكسب في الجانب الآخر عالج الفوز الكبير للأهلي في الجولة الماضية على النهضة 5-1 جزءا من الجرح الآسيوي الذي تسبب به الخروج من دور الثمانية على يد سيئول الكوري الجنوبي، واستطاع "الراقي" أن يتجاوز الأزمة بتحقيقه نتيجة إيجابية في الدوري خففت من آثار الخسارة الآسيوية لدى اللاعبين الذين كانوا يطمحون في تحقيق اللقب والتأهل إلى كأس العالم للأندية، ولعل من مكتسبات مباراة النهضة بالنسبة للأهلاويين هو المهاجم العراقي الهداف يونس محمود الذي أنعش خط الهجوم وأراح الجماهير الأهلاوية في أول مباراة له بعد نجاحه في تسجيل هدفين، نتيجة مباراة النهضة لم تكن تعني للأهلاويين ثلاث نقاط فقط بل هي الانطلاقة الحقيقية لفريقهم في دوري "جميل" هذا الموسم، ويأملون الليلة أن يواصلوا طريقهم نحو خطف الصدارة فالفوز على الهلال سيوصلهم للنقطة 11 وسيجمد رصيد المتصدر عند 12 نقطة، صحيح أن الأهلي يحتل المركز الثالث إلا أن مستواه يختلف تماماً عما كان عليه في الموسمين الماضيين إذ وضح تأثره بالغيابات في صفوفه وبافتقاده عددا من لاعبيه المميزين أمثال بالومينو وعماد الحوسني وفيكتور سيموس. يمتلك الأهلي أوراقاً رابحة يعول عليها مدربه البرتغالي بيريرا كثيراً لعل أبرزها لاعب الوسط البرازيلي والعقل المدبر للفريق برونو سيزار الذي ينافس مواطنه لاعب وسط الهلال نيفيز على صدارة الهدافين بتسجيله ثلاثة أهداف، بالإضافة للاعب الوسط مصطفى بصاص والمهاجم العراقي يونس محمود، وكحال الهلال يعاني الأهلي في المنطقة الخلفية إذ دفع الفريق ثمن تخليه عن لاعب المحور الكولمبي بالومينو وانعكس ذلك على مستوى الدفاع الذي بدا هشاً مقارنة بالموسمين الماضيين، ولعل اللافت أن قوة الأهلي في هجومه وضعفه في دفاعه وهو مايعني تشابهه مع خصمه في مكامن القوة والضعف، وتسجيلهما في الجولة الماضية عشرة أهداف في شباك الاتحاد والنهضة مناصفة مؤشر على قوة هجومهما الأمر الذي يعني بأن المتابعين على موعد مع مباراة هجومية قد تحفل بعدد وافر من الأهداف. الخسارة الأولى لمن؟ الفريقان لم يتذوقا حتى هذه الجولة طعم الخسارة في الدوري، فالهلال نال العلامة الكاملة من النقاط ولم يفرط في أي نقطة، بينما الأهلي خسر أربع نقاط من تعادلين مع النصر والعروبة، لذلك تعد مباراة الليلة بمثابة "كسر العظم" لأنهما يسعيان إلى نيل نقاط المباراة بحثاً عن الصدارة بالإضافة إلى سعي كل فريق منهما إلى أن يُذيق خصمه مرارة أول خسارة دورية هذا الموسم. الدلائل والمؤشرات توحي بأن متابعي الكرة السعودية موعودون ب "كلاسيكو" من العيار الثقيل ينقصه فقط الحضور الجماهيري الكثيف في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع وهو ديدن جماهير الفريقين في المباريات التي تجمعهما أو مباريات فريقيهما الكبيرة، كل مانتمناه أن نستمتع بمباراة كبيرة من الطرفين تطغى عليها الروح الرياضية في المدرجات قبل ملعب المباراة. مدرب الأهلي تنفس الصعداء مع يونس