أكد مشاركون في المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي، المنعقد حاليا بالرياض، على أهمية تغيير النظام التعليمي الطبي؛ بإضافة مقررات علمية في المناهج الطبية والصحية للطب البديل والتكميلي، وذلك لتحسين التواصل بين مقدمي الخدمات الصحية والمستخدمين والمحتاجين لهذا النوع من الرعاية الصحية والتركيز على التدريب العلمي المستمر للكوادر الصحية العاملة في هذا المجال. وشددت حلقة النقاش بهذا الخصوص؛ والتي أدارها الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي المبني على الأدلة والبراهين حتى يمكن ضمان سلامة المريض والفاعلية بشقيها الاقتصادي والعلاجي، والاهتمام بالتوعية والتثقيف الصحي لمنع إساءة استخدام الممارسات غير السليمة ومراقبة الإعلانات في جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة. وأكد المشاركون على الحاجة إلى السير في كلا الاتجاهين بأسلوب علمي ومنهجي لضرورة سد الفجوة من أجل ضمان وتوكيد السلامة والمأمونية والنجاعة لهذه الأساليب المبنية على البراهين والممارسات العلاجية، وذلك لمنع التفاعلات السلبية باستخدام الأساليب العلاجية الطبية المتعارف عليها، ومن الممكن الاستفادة منها في زيارة فاعلية الدواء وتسريع بعض الأنماط العلاجية وهناك أمثلة جيدة من الطب الصيني والطب الهندي والطب العربي والاستفادة منها على المستوى العالمي. وقال الدكتور خوجة إن الحلقة أكدت على ضرورة إيجاد الضوابط واللوائح والتشريعات المنظمة لهذه الممارسات وكذلك تحديد مهام ومؤهلات وخبرات الممارسين لها، حماية للمجتمع وصحة المجتمع من الممارسات الضارة. وأوضح خوجة أن المشاركين شددوا على ضرورة وضع الاستراتيجيات الوطنية المنبثقة عن البرنامج الخليجي والخطة الخليجية للطب البديل 2011-2016 والتي سيتم تحديثها لمواكبة المستجدات العالمية وموائمتها مع منظمة الصحة العالمية، هذا مع ضرورة زيادة الاهتمام من صانعي القرار والقيادات العليا الصحية والالتزام بإجراء التدابير اللازمة من أجل بناء مجتمع صحي سليم ومعافى. وكانت الحلقة قد شارك فيها ثلاثة خبراء عالميين منهم البروفيسور بوديكر رئيس المبادرة العالمية للطب البديل والتكميلي، والدكتور زانج المسؤول عن هذا البرنامج في منظمة الصحة العالمية، وشارك فيها كذلك أكثر من عشرة من أعضاء الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ويمثلون كبار القيادات الصحية بدول مجلس التعاون وصانعي القرار بدولهم. وقدم الدكتور زانج محاضرة حول الاستراتيجية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية في الطب التكميلي 2114-2023 وحدد أهم التحديات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها غياب النظم والإجراءات واللوائح المنظمة في معظم دول العالم بالرغم من تنامي استخدام ووسائل هذا النوع من الرعاية والعلاج، مشيراً إلى أهمية الاستراتيجية الجديدة في الانتقال لمرحلة جديدة من الاهتمام والاستفادة من الخبرات العالمية المتوفرة. وقدم الدكتور توركل تجربة مهمة من السويد حول مشروع بحثي متكامل لبرنامج الطب التكميلي في الرعاية الصحية الأولية المردود الإيجابي من حيث فعالية الأداء وخفض التكاليف المالية على النظام الصحي. وفي حفل الافتتاح كرم د. عبدالله الربيعة وزير الصحة، د. خوجة نظير الجهود التي قدمها في إنجاح انعقاد هذا المؤتمر والبرنامج الخليجي للطب البديل والتكميلي.