حالة من الغموض غير المسبوق تلف المشهد السياسي في الجزائر على مقربة من استحقاق رئاسي لم يعد يفصل الجزائريين عنه سوى أقل من 5 أشهر، فترة جد قصيرة بالنسبة لانتخابات مهمة من حجم الانتخابات الرئاسية لكن المترشحين المفترضين لها خارج اسم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لم يعلنوا بعد نيتهم في التقدم لها باستثناء أحمد بن بيتور، ويفضّل بعضهم التريث مثلما يفعل علي بن فليس فيما يصرخ آخرون بأصوات عالية أن "اللعب مغلق" مثلما يردّد زعماء التيار الإسلامي على رأسهم الشيخ عبدالله جاب الله المترشح للرئاسيات العام 2004 وعبدالرزاق مقري الباحث مع شركائه عن "مرشح التوافق" لقطع الطريق أمام بوتفليقة الذي لم يعلن صراحة نيته الترشح للرابعة لكن الموالين له يطبّلون من حوله لصالح بقائه إلى العام 2019. ويتعرض الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال إلى حملة استنكار واستهزاء لم يتعرض لها وزير أول في السابق بمن فيهم أحمد أويحي، وتحوّلت التصريحات التي صار يطلقها في زياراته الميدانية لمحافظات البلاد إلى مادة دسمة للسخرية على خلفية استعمال الرجل لغة هجينة لمخاطبة المسؤولين المحليين وممثلي المجتمع المدني، وهو الذي درس بالفرنسية وتمرّس بها ويجد صعوبة في التكلم بالعربية وتجوب كلمة "فقاقير" التي أراد بها سلال جمع كلمة "فقير" وهو يوجّه خطابا في إحدى الولايات التي زارها مؤخرا، فضاءات اليوتيوب والفيسبوك والتويتر، استغلها المعارضون لبوتفليقة ورجالاته للقول ان أصحاب القرار قذفوا بعبدالملك سلال إلى الواجهة لإلهاء الشارع به وهم لا يدركون أنهم بفعلتهم تلك يغتالون آخر احترام بقي للشارع لهذه السلطة. ويجزم العارفون بالشأن السياسي في الجزائر أن الذين دفعوا بعبدالمالك سلال إلى الواجهة يدركون ما يفعلون، وأن الوزير الأول رغم انتكاسه اللغوي بالعربية هو أفضل من يتولى نيابة عن بوتفليقة المرافعة لصالحه خاصة وأن بورصة سلال مرتفعة في الأوساط الشعبية لسجّله النظيف في كامل مساره المهني كخادم للدولة طيلة ال 40 سنة الماضية. ولا يخف عبدالمالك سلال قناعته من أن بوتفليقة هو الأفضل للجزائريين وأن الإنجازات التي حققها خلال ال 15 سنة الماضية تشرعن له الاستمرار في السلطة، ولا يتوقف عبدالمالك سلال من ترديد هذه القناعة في كامل الزيارات الميدانية التي يقوم بها ويعتزم القيام بها في كامل محافظات البلاد ال 48.