قال مدعي باريس العام إن عبدالكريم دخار الذي نشر الرعب في باريس وبعض ضواحيها في الأيام الأخيرة قد أكد في رسائل منسوبة إليه أنه عمد إلى إطلاق الرصاص أكثر من مرة للتصدي لما وصفه "مؤامرة فاشية" تطال فرنسا. وأضاف دخار في هذه الرسائل قائلاً: إن إقدامه على إطلاق الرصاص على مصور صحافي في مقر جريدة "ليبراسيون" يوم الاثنين الماضي وتهديد صحافي آخر في مجموعة "بي -إف -إم -تي -في" الإعلامية بالرصاص يوم الجمعة الماضي إنما جاء بدافع التصدي "للرأسمالية" و"التلاعب بالجماهير" من قبل وسائل الإعلام. وكان هذا الشخص الذي وصفته الصحف الفرنسية ب" زارع الرعب" قد عمد أيضا يوم الاثنين الماضي إلى إطلاق النار على مقر مصرف في حي "الديفانس" في ضاحية باريس الشمالية، وقد عثرت عليه قوات الأمن الفرنسية شبه مغمي عليه في موقف للسيارات مساء الليلة قبل الماضية في ضاحية "بوا كولومب" الباريسية بعد تناول أدوية يعتقد المحققون أنه استهلك منها كميات كبيرة لمحاولة الانتحار، وكان شخص يعرفه قد بلغ الشرطة بأنه آوى عدة مرات عبدالكريم دخار الذي اعترف له بإقدامه على "ارتكاب حماقات" في إشارة إلى الاعتداءات التي فعلها في الأيام الأخيرة. أقنع شبان بارتكاب اعتداءات أودت بحياة خمسة أشخاص واتضح من خلال التحقيقات الأولية التي أجريت معه بعد نقله إلى المستشفى أنه شخص لديه سوابق عدلية، فقد كان في تسعينات القرن الماضي ينشط في صفوف اليسار الراديكالي، وتوصل إلى إقناع شاب وشابة فرنسيين بارتكاب اعتداءات في باريس أودت بحياة خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وذلك في شهر أكتوبر عام 1994. ولدى محاكمته في ذلك الوقت قال بأنه جاسوس وأنه كان يعمل لمصلحة الجهاز الأمني العسكري الجزائري لاختراق الأصوليين، وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بعد أن تأكد أنه هو الذي سلح الفرنسيين، وفي عام 1998 خرج من السجن واختفى عن الأنظار، وقد سئل مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسي أمس الأول عن السبب الذي جعل أجهزة الأمن الفرنسية غير قادرة على تحديد هوية دخار في الأيام الأخيرة قبل القبض عليه لاسيما وأنها أكدت مراراً عديدة انطلاقاً من تحليل عينات من الحمض النووي في الأماكن التي اقترف فيها جرائمه أن مقترف هذه الجرائم هو نفس الشخص. فرد الوزير قائلاً: إن سجل الحمض النووي الوطني في فرنسا قد وضع بعد عام 1998 أي بعد اختفاء دخار عن الأنظار.